"ديب سيك" تواجه تحقيقًا بشأن انتهاك خصوصية البيانات في أيرلندا

2025.01.30 - 10:39
Facebook Share
طباعة

تخضع شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة "ديب سيك" لاستجواب من هيئة حماية الخصوصية والبيانات في أيرلندا، وذلك بسبب مخاوف تتعلق بطريقة معالجة الشركة لبيانات مواطني الاتحاد الأوروبي، وسط تصاعد القلق بشأن مدى التزام الشركات الصينية بمعايير حماية البيانات الأوروبية.


وأوضحت هيئة حماية البيانات الأيرلندية أنها وجهت خطابًا رسميًا إلى الشركة الصينية، تعبيرًا عن مخاوفها من احتمال انتهاكها لقوانين الخصوصية الأوروبية، ويعد هذا التحقيق جزءًا من جهود الاتحاد الأوروبي لضمان امتثال الشركات الأجنبية لقانون اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR)، الذي يفرض قيودًا صارمة على كيفية جمع ومعالجة البيانات الشخصية للأفراد داخل الاتحاد.


وباعتبارها الجهة التنظيمية المسؤولة عن شركات التكنولوجيا الكبرى في الاتحاد الأوروبي، تلعب هيئة حماية البيانات الأيرلندية دورًا محوريًا في مراقبة امتثال الشركات، لا سيما أن مقار شركات مثل ميتا وغوغل تقع في أيرلندا.


وفي تصريح لوكالة "بلومبرغ"، قال غرافام دويل، نائب رئيس الهيئة:
"كتبنا إلى ديب سيك لطلب معلومات تتعلق بكيفية معالجة البيانات التي تشمل مواطنين أيرلنديين، وذلك للتأكد من امتثالها للأنظمة الأوروبية المعمول بها".


وتواجه "ديب سيك" أيضًا اتهامات أكثر خطورة تتعلق بسرقة بيانات تقنية من كبرى شركات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، ووفقًا لمصادر تحدثت لـ"بلومبرغ"، فإن شركتي "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" تجريان تحقيقًا مكثفًا بشأن مجموعة قرصنة يُعتقد أنها مرتبطة بـ"ديب سيك"، حيث يُشتبه في أنها تمكنت من الوصول إلى بيانات حساسة خاصة بنماذج "أوبن إيه آي" من خلال واجهات برمجة التطبيقات (APIs).


وتشير تقارير أمنية إلى أن باحثين في "مايكروسوفت" رصدوا قبل أشهر أفرادًا مرتبطين بـ"ديب سيك" وهم يستخرجون كميات ضخمة من البيانات بطريقة غير مشروعة، وقد أدى ذلك إلى تصاعد المخاوف بشأن إمكانية استغلال بيانات الشركات الأميركية لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي صينية متقدمة.


وفي هذا السياق، صرح ديفيد ساكس، مستشار الذكاء الاصطناعي للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، قائلًا: "هناك أدلة قوية على أن ديب سيك استخدمت مخرجات نماذج "أوبن إيه آي" لتطوير تقنيتها الخاصة، ما يثير تساؤلات حول مدى شرعية هذا الأسلوب".


ووسط هذه التحديات القانونية، أعلنت "ديب سيك" عن إطلاق نموذج لغة جديد للذكاء الاصطناعي يتمتع بإمكانات تفوق ما تقدمه الشركات الأميركية الكبرى مثل "أوبن إيه آي"، ولكن بتكلفة أقل بكثير.


فبحسب التقارير، استطاعت "ديب سيك" تحقيق نتائج مشابهة لتلك التي تحققها "أوبن إيه آي"، ولكن باستخدام 2000 رقاقة فقط بتكلفة بلغت 5.6 مليون دولار، مقارنةً بما تحتاجه الشركات الأميركية من 16 ألف رقاقة بتكلفة تصل إلى 200 مليون دولار، ويُنظر إلى هذا التقدم على أنه تهديد مباشر للهيمنة الأميركية في مجال الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤدي إلى زيادة التدقيق التنظيمي حول مصادر تقنيات الشركة الصينية.


يضع هذا التحقيق "ديب سيك" في موقف حساس، إذ إن أي إثبات على انتهاكها لقوانين الخصوصية أو تورطها في سرقة بيانات تقنية قد يؤدي إلى فرض عقوبات صارمة من قبل الجهات الأوروبية والأميركية، وربما تقييد وصولها إلى الأسواق الغربية.


ومع تزايد التوترات بين الصين والغرب في سباق الذكاء الاصطناعي، تبقى "ديب سيك" تحت المجهر، خاصة أن نجاحها في تقديم نماذج متقدمة بتكلفة زهيدة يثير قلق كبرى الشركات الأميركية ويعيد تشكيل خريطة المنافسة في هذا المجال. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 2