العمليات الانتقامية والانتهاكات في سوريا منذ بداية كانون الثاني
سامر الخطيب
منذ بداية كانون الثاني 2025، وثقت منظمات حقوقية وقوع 99 جريمة قتل وإعدام ميداني وأعمال انتقامية في عدد من المحافظات السورية، وأودت هذه الأحداث المأساوية بحياة 204 أشخاص، منهم 198 رجلًا، و5 سيدات، وطفل واحد، مما يعكس تزايدًا مقلقًا في وتيرة العنف وانتهاكات حقوق الإنسان.
التوزيع الجغرافي للضحايا
- حمص: تصدرت قائمة المحافظات من حيث عدد الجرائم والضحايا، إذ بلغ عدد القتلى 95 شخصًا (93 رجلًا وسيدتان)، وأشارت التقارير إلى أن 60 حالة قتل كانت بدوافع طائفية، بينما تعود الحالات الأخرى إلى توجهات سياسية مؤيدة للنظام السابق وارتباطهم باعتداءات سابقة.
- حماة: جاءت في المرتبة الثانية حيث سُجل مقتل 53 شخصًا (51 رجلًا، وسيدة واحدة، وطفل). 33 من هؤلاء القتلى كانت الدوافع طائفية.
- اللاذقية: شهدت مقتل 15 شخصًا (14 رجلًا وسيدة واحدة)، بينهم 13 حالة قتل بدوافع طائفية.
- ريف دمشق: سجلت المحافظة مقتل 14 رجلًا نتيجة ارتباطهم بالنظام السابق وارتكابهم انتهاكات بحق المواطنين.
- طرطوس: أسفرت الجرائم فيها عن مقتل 10 رجال، كان 7 منهم ضحايا لدوافع طائفية.
- إدلب وحلب: في كل منهما، قُتل 6 رجال نتيجة تلك الأعمال الانتقامية.
- دمشق: أسفرت الأعمال عن مقتل 3 أشخاص (رجلان وسيدة).
- السويداء ودير الزور: سجلت كل منهما حالة قتل واحدة لرجل بدوافع طائفية.
وتنفذ مجموعات مسلحة محلية معظم هذه الجرائم، وتدعي العديد منها ارتباطها بجهات تعمل تحت قيادة إدارة العمليات العسكرية، كما استغل مسلحون آخرون الفوضى لتنفيذ عمليات انتقامية شملت اعتقالات عشوائية، وإهانة المدنيين، والاعتداء على رموز دينية، هذه الأعمال تمثل خرقًا صارخًا للقيم الإنسانية والمبادئ الأساسية للقانون الدولي.
استجابة السلطات
بالمقابل، شنت إدارة العمليات العسكرية نتيجة الانتهاكات وحالات التصفية حملات أمنية واسعة في عدة محافظات، خاصة في حمص وريف دمشق واللاذقية وطرطوس، حيث تركزت هذه الانتهاكات في القرى التي يقطنها مواطنون من طوائف مختلفة. واعتقلت إدارة العمليات العسكرية عشرات العناصر من الفصائل المشاركة في تلك العمليات بتهم ارتكاب انتهاكات، خصوصًا في ريف حمص الشمالي والغربي، كما وعدت السلطات بمحاسبة المتورطين في الاعتداء على الرموز الدينية.
