ما زالت مخلفات الحرب السورية تمثل خطرًا كبيرًا على حياة المدنيين، خاصة في المناطق الريفية والمدن التي شهدت صراعات عنيفة. خلال الأيام القليلة الماضية، وقعت سلسلة من الحوادث المأساوية التي تسلط الضوء على هذه المشكلة المستمرة.
حادثة في الرقة: أطفال ضحايا للعبث بمخلفات الحرب
في حادثة مؤلمة شرقي محافظة الرقة، أصيب ثلاثة أطفال بجروح متفاوتة الخطورة أثناء العبث بجسم متفجر من مخلفات الحرب، وذلك قرب الساتر الترابي بين قريتي غانم العلي والبو حمد. الأطفال نُقلوا على وجه السرعة إلى مشافي الرقة لتلقي العلاج، وسط مخاوف من تأثيرات طويلة الأمد على حالتهم الصحية.
مقتل شاب في حماة
وفي حادثة أخرى، قتل شاب نتيجة انفجار لغم أرضي في الأطراف الشمالية لقرية الشاكوسية بريف حماة الشرقي. هذه الحادثة تذكرنا بالخطر الكامن تحت التربة في العديد من المناطق السورية التي عانت من نزاعات طويلة الأمد.
إصابات في معرة النعمان
في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، انفجر لغم أرضي أثناء قيام أربعة شبان بتنظيف منزلهم من الركام. أدى الحادث إلى إصابتهم بجروح متفاوتة، وتم إسعافهم إلى مشفى مدينة أريحا.
مأساة في دير الزور
في بادية مدينة القورية شرقي دير الزور، قتل طفل وأصيب طفلان آخران إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب، هذا الحادث يبرز مرة أخرى كيف أن الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة لخطر مخلفات الحرب، حيث غالبًا ما يكونون غير مدركين لطبيعة هذه المواد القاتلة.
خسائر في ريف حلب
في منطقة الخفسة بريف منبج شرقي حلب، قتلت سيدة وأُصيب شابان من أبنائها نتيجة انفجار لغم أرضي.
إحصائيات مؤلمة منذ بداية 2025 : منذ بداية العام الجاري، ارتفع عدد ضحايا مخلفات الحرب السورية إلى مستويات مقلقة:
الضحايا: 78 مدنيًا، بينهم 16 طفلًا و3 سيدات.
المصابون: 106 آخرين بجروح متفاوتة، بينهم 61 طفلًا.
هذه الحوادث تُبرز أهمية الجهود الدولية والمحلية لإزالة الألغام ومخلفات الحرب، وتوفير التوعية المجتمعية لتقليل الإصابات وحماية الأرواح، خاصة في المناطق المأهولة بالسكان أو تلك التي تشهد عودة النازحين.
ختامًا، لا تزال مخلفات الحرب تشكل تهديدًا مستمرًا يعيق تحقيق الاستقرار والسلام في سوريا، ويتطلب تعاونًا شاملًا من جميع الأطراف المعنية لتطهير الأرض من هذا الخطر المميت.