تشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان تصعيداً كبيراً إثر انتهاء مهلة الستين يوماً التي نص عليها اتفاق الهدنة بين لبنان وإسرائيل.
بعد انقضاء المهلة، بدأ سكان القرى الحدودية بالعودة إلى أراضيهم وبلداتهم رغم المخاطر والتوترات الناتجة عن تواجد الجيش الإسرائيلي فيها.
هذه المحاولات لعودة المدنيين قوبلت باعتداءات إسرائيلية عنيفة، مما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى في مناطق متفرقة.
الأحداث الميدانية وأعداد الضحايا:
بلدة عيترون: شهدت سقوط شهيد واحد وإصابة 11 شخصاً بجروح متفاوتة نتيجة الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية.
بلدة بليدا: سجلت استشهاد شخص واحد وإصابة آخر بجروح.
بلدة حولا: شهدت سقوط شهيد وجرح 10 أشخاص إثر الاعتداءات الإسرائيلية.
بلدة العديسة: أصيب 3 أشخاص بجروح نتيجة التوترات.
بلدة كفركلا: شهدت وقوع 12 جريحاً نتيجة الاعتداءات.
بلدة ميس الجبل: تم تسجيل 4 إصابات.
بلدة مركبا: أصيب شخص واحد بجروح.
بلدة بني حيان: إصابة شخص واحد.
بلدة رب تلاتين: تسجيل إصابة واحدة.
بلدة حولا: قامت القوات الإسرائيلية باعتقال شخصين أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم.
بلدة دير ميماس: أصيبت جندية لبنانية في الجيش برصاص إسرائيلي خلال الاشتباكات.
ردود الفعل الرسمية:
رئيس الجمهورية جوزاف عون: أكد على أهمية صمود أهالي الجنوب، مشيراً إلى أن سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة. ودعا إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية، مع تعهده بمتابعة القضية على أعلى المستويات لضمان حقوق وكرامة اللبنانيين.
رئيس مجلس النواب نبيه بري: أشاد بصمود أبناء الجنوب، معتبراً أن ما قاموا به يعكس الروح الوطنية والانتماء الحقيقي للبنان. كما دعا المجتمع الدولي والدول الراعية لاتفاق وقف النار إلى التحرك العاجل لإلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية ووقف اعتداءاتها.
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي: عبر عن فخره بصمود أهالي الجنوب وبسالتهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي. ودعا الدول الراعية لاتفاق وقف النار إلى تحمل مسؤولياتها وردع إسرائيل عن مواصلة اعتداءاتها على المدنيين.
الرئيس المكلف نواف سلام: أجرى اتصالاً مع الرئيس جوزاف عون لمتابعة تطورات الأوضاع في الجنوب، وأكد ثقته في دور الجيش اللبناني في حماية السيادة وتأمين عودة المدنيين إلى منازلهم بأمان.
الوضع الميداني:
في ظل هذه التطورات، يتزايد التوتر في القرى الحدودية مع استمرار محاولات السكان للعودة إلى منازلهم رغم المخاطر. القوات الإسرائيلية تصعد من اعتداءاتها، ما يزيد من معاناة المدنيين ويثير مخاوف من تصعيد أوسع. في المقابل، تبقى الحكومة اللبنانية والقوات المسلحة في حالة تأهب، وسط دعوات متكررة للمجتمع الدولي للتدخل الفوري وحماية المدنيين من هذه الانتهاكات.
هذا الوضع المتأزم يضع لبنان أمام تحديات كبيرة تتطلب تحركاً سريعاً وحاسماً لضمان حماية المواطنين وتأمين حقوقهم، مع التأكيد على التمسك بالسيادة الوطنية ووحدة الأراضي اللبنانية.