إسرائيل تنشئ موقعاً عسكرياً محصناً في تلة العويضة بجنوب لبنان

وكالة أنباء آسيا

2025.01.26 - 09:13
Facebook Share
طباعة

 تحركات إسرائيلية في تلة استراتيجية

أكدت مصادر ميدانية وعسكرية أن القوات الإسرائيلية شرعت، خلال الأيام الماضية، في تحويل تلة العويضة الواقعة بين بلدتي الطيبة والعديسة في القطاع الشرقي بجنوب لبنان إلى موقع عسكري محصن ومجهز بتقنيات إلكترونية متطورة. يأتي ذلك عشية انتهاء مهلة الستين يوماً المحددة لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، والتي كان يفترض أن تشهد انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من الأراضي اللبنانية المحتلة.

 

أهمية تلة العويضة

تعد تلة العويضة من المواقع الاستراتيجية البارزة في جنوب لبنان، إذ تطل على مناطق حساسة تشمل ودياناً مثل السلوقي والحجير وقرى شمال الليطاني، مثل يحمر وزوطر وقاقعية الجسر. كما تشرف التلة على معظم القطاع الشرقي ومستوطنات الجليل شمال فلسطين المحتلة.

وأوضح العميد المتقاعد منير شحادة أن الموقع، الذي كان سابقاً مهبطاً لطائرات النقل الإسرائيلية ومربضاً للمدفعية اللبنانية، يكتسب أهميته من إشرافه على مساحات واسعة في لبنان وفلسطين المحتلة. وأشار إلى أن إسرائيل تواجه صعوبة في دخول التلة مباشرة من الأراضي المحتلة، ما يدفعها لاستخدام الطرق اللبنانية أو المروحيات.

 

خشية من خطة أوسع

أفاد العميد المتقاعد هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، بأن الجيش الإسرائيلي يبدو أنه يستعد للبقاء في تلة العويضة بشكل دائم. وأعرب عن قلقه من أن تكون هذه الخطوة جزءاً من خطة أوسع للسيطرة على خمسة مواقع استراتيجية حدودية، تشمل تلة الحمامص، كفركلا، مارون الراس، ومواقع مرتفعة أخرى، بهدف إنشاء حزام أمني داخل الأراضي اللبنانية.

 

تاريخ التلة وموقعها الاستراتيجي

كانت تلة العويضة موقعاً عسكرياً مهماً للجيش اللبناني منذ عام 1948.

استخدمها الجيش الإسرائيلي قبل التحرير في عام 2000 كمنصة لنقل الجنود والجرحى ومركزاً لربط التلال المحيطة مثل الشقيف وعلي الطاهر.

خلال انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في عام 2000، تم تفجير الموقع، فيما فشلت إسرائيل في السيطرة عليه مجدداً خلال حرب يوليو (تموز) 2006.


التداعيات والمخاوف اللبنانية

يثير التحرك الإسرائيلي الأخير مخاوف جدية لدى الجانب اللبناني، خاصة مع اقتراب التلة من عدة قرى لبنانية، مثل العديسة وكفركلا ودير ميماس. وأكد خبراء عسكريون أن هذا التمركز يهدف إلى تعزيز الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة، ما يستدعي تصدياً لبنانياً لأي محاولة لفرض أمر واقع أو إنشاء حزام أمني جديد.

 

 

تتزامن هذه الخطوة مع تصاعد التوترات في المنطقة وانتهاء مهلة وقف إطلاق النار، ما يعكس محاولات إسرائيلية لتعزيز وجودها العسكري في مواقع استراتيجية. ويبقى الوضع مرشحاً للتصعيد في ظل الرفض اللبناني لأي خرق للسيادة أو إعادة ترسيم الواقع العسكري في جنوب لبنان.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 4