"قسد".. هيكليتها وأسباب تمسكها بالاستقلال العسكري

2025.01.23 - 02:38
Facebook Share
طباعة

مع استمرار النقاش حول إعادة هيكلة الجيش السوري، تبرز "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) كأحد الأطراف التي تصر على الاحتفاظ بكيانها المستقل. هذا الموقف يثير تساؤلات حول بنيتها التنظيمية ودوافع تمسكها بالبقاء ككتلة عسكرية وسياسية مستقلة.

تأسيس "قسد" وهيكليتها التنظيمية

تأسست "قسد" عام 2015 كتحالف عسكري بقيادة "وحدات حماية الشعب"، العمود الفقري للقوات، وبدعم مباشر من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. أوكلت إليها مهام قتال تنظيم "الدولة الإسلامية"، ما منحها نفوذًا واسعًا في شمال وشرق سوريا.

البنية العسكرية:

المجلس العسكري: السلطة العليا داخل "قسد"، يضم ممثلين عن كافة الفصائل العسكرية، ويتخذ القرارات الاستراتيجية بشأن الحرب والسلم، بما في ذلك انتخاب القائد العام.

القيادة العامة: تتكون من 9 إلى 13 عضوًا، يتم اختيارهم بانتخابات من المجلس العسكري، وتتولى تنفيذ القرارات، تخطيط الحملات، وإدارة التحركات العسكرية.

لجنة الانضباط العسكري: مسؤولة عن حل النزاعات ومحاسبة المقصرين بين المقاتلين.

المكاتب الإدارية: تشمل مكتب الإعلام، مكتب شؤون المرأة المقاتلة، ومكتب المعلومات العسكرية.


البنية الأمنية:
تضم "قسد" أقسامًا رئيسية مثل:

الأسايش: قوات الأمن الداخلي.

الهات: قوات مكافحة الإرهاب.

اليات: قوات التدخل السريع.

الاستخبارات ووحدات حماية الشعب: الذراع العسكرية الأقوى.


أهداف "قسد" وتوزيع القوى

بعد انتهاء معاركها ضد تنظيم "داعش" في 2019، اعتمدت "قسد" على توزيع مقاتليها في مجموعات صغيرة منتشرة على مناطق واسعة، بهدف تأمين سيطرة مستدامة على الجبهات العسكرية.

وفقًا لباحثين، يعود القرار العسكري والأمني في "قسد" لقيادات تنتمي لحزب العمال الكردستاني (PKK)، معظمهم غير سوريين، ما يعزز السيطرة المركزية ويضمن تنفيذ استراتيجية موحدة.

أسباب التمسك بـ"الكتلة" المستقلة

يعتبر الباحثون أن تمسك "قسد" بالاحتفاظ بكيانها العسكري والسياسي يأتي لتحقيق أهداف طويلة المدى:

1. الاعتراف السياسي: تسعى "قسد" لفرض نموذج شبيه بإقليم كردستان العراق، من خلال إنشاء مؤسسات تشريعية وتنفيذية، مثل الإدارة الذاتية ومجلس الشعوب.


2. الحفاظ على المكاسب العسكرية: ترى "قسد" أن اندماجها المباشر مع الجيش السوري قد يؤدي إلى فقدان نفوذها العسكري والسياسي، ما يعيدها إلى نقطة البداية في قضايا الحقوق القومية والإدارة المحلية.


3. الدور الدولي: تُعتبر "قسد" شريكًا رئيسيًا للتحالف الدولي في محاربة الإرهاب، ما يمنحها مكانة خاصة لا ترغب في التنازل عنها.

 

التحديات والمخاوف

رفض إقليمي ودولي: تواجه "قسد" رفضًا من دمشق وتركيا، خاصة بسبب ارتباطها بحزب العمال الكردستاني، وهو ما يعقد جهود إدماجها في الجيش السوري.

المخاطر الداخلية: يشير الباحثون إلى أن اندماج "قسد" مع الجيش السوري قد يؤدي إلى انهيار بنيتها السياسية والعسكرية، مع زيادة المخاوف من تراجع حقوق الأكراد والقوميات الأخرى. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5