ضعف الرواتب والأجور في سوريا يفاقم معاناة الموظفين والمواطنين

2025.01.21 - 12:49
Facebook Share
طباعة

تشهد سوريا وضعًا اقتصاديًا مزريًا بفعل سنوات مضت أُنهكت خلالها البلاد، مثل العقوبات المفروضة على الحكومة السورية، انخفاض سعر صرف الليرة السورية، دمار البنية التحتية الاقتصادية، ونزوح أو هجرة اليد العاملة المؤهلة، هي عوامل متعددة قد أدت إلى تراجع كبير في قيمة الرواتب والأجور، مما زاد من معاناة الموظفين والمواطنين.


فالعقوبات الدولية التي فرضت على سوريا لعقود عديدة، تأثرت بها القطاعات الاقتصادية جميعها، هذه العقوبات قد أدت إلى تجميد الأصول، ومنع الاستثمارات الأجنبية، وحظر التجارة مع العديد من الدول، مما أدى إلى زيادة الفقر وتضخم الأسعار.


اما تراجع سعر صرف الليرة السورية بشكل كبير مقابل العملات الأخرى، خاصة الدولار الأمريكي، مما زاد من تكلفة السلع الأساسية والمستوردة، هذا الانخفاض جعل الرواتب التي كانت تكفي لشراء الحاجيات الأساسية تصبح لا تكفي حتى لتغطية المصاريف اليومية.


اما الحرب الأهلية في سوريا قد أدت إلى دمار واسع النطاق للبنية التحتية، بما في ذلك المصانع والمستشفيات والمدارس، حيث هذا الدمار لم يقتصر على الأبنية فحسب، بل امتد إلى النظام الاقتصادي بأكمله، حيث توقفت العديد من النشاطات الاقتصادية أو انتقلت إلى مناطق آمنة أو خارج البلاد.


هجرت أو نزحت الكثير من اليد العاملة المؤهلة إما إلى المناطق الآمنة داخل سوريا أو إلى الخارج بحثًا عن حياة أفضل، فإن هذا الفقدان للخبرات والمهارات أدى إلى تراجع الإنتاجية وتقلص فرص العمل، مما زاد من البطالة وخفضت القيمة الحقيقية للرواتب.


وتعكس تداعيات هذه العوامل معاناة يومية للموظفين والمواطنين السوريين، فالرواتب التي كانت تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية لا تعود كذلك، مع ارتفاع الأسعار بشكل مستمر، هذا يعني أن العائلات تضطر إلى تخطيط مالي صارم، وفي كثير من الأحيان لا يمكنهم تغطية نفقات الصحة، التعليم، أو حتى الغذاء الأساسي.


وبالنظر إلى المشهد الاقتصادي في سوريا، يتضح أن معاناة الموظفين والمواطنين ليست مجرد نتيجة للحرب بل هي نتيجة تراكمية لعوامل اقتصادية متعددة، ولتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد يتطلب جهودًا متكاملة من الداخل والخارج. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 6