دعم لبنان بين مؤتمر باريس وخيارات بديلة

جوسلين معوض

2025.01.18 - 07:53
Facebook Share
طباعة

 
أثار إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن التوجه لعقد مؤتمر دولي جديد لدعم لبنان بهدف إعادة إعمار ما دمرته الحرب الأخيرة جدلاً واسعًا، وفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى جدوى هذه المبادرة.


وفقًا لمصادر مطلعة على الاتصالات العربية والدولية بشأن دعم لبنان، ثمة نصيحة بالتروي قبل قبول الدعوة الفرنسية، وتشير هذه المصادر إلى أهمية التفكير في خيارات أخرى، مثل البحث عن دعم عربي مباشر من عواصم مؤثرة كالسعودية والكويت، وتؤكد أن انعقاد المؤتمر في إحدى هذه الدول قد يكون أكثر فائدة، خصوصًا أن دول مجلس التعاون الخليجي، بما فيها السعودية والكويت وقطر، أبدت استعدادها لتقديم دعم ملموس للبنان.


كما لفتت المصادر إلى إمكانية الحصول على دعم إضافي من العراق، مع التشديد على ضرورة عدم إقصاء أي دعم إيراني قد يُسهم في إعادة الإعمار، وفي المقابل، حذرت من أن مؤتمرات باريس السابقة لم تحقق نتائج عملية تُذكر، بل أدت إلى تحميل لبنان ديونًا إضافية ورهن أصوله لأي دعم دولي.


وكشفت مصادر صحفية أن فرنسا، رغم اهتمامها بلبنان، تكتفي بلعب دور محدود في ظل التركيز الأميركي على اتفاقيات إقليمية أكبر، مثل صفقة تبادل الأسرى بين "إسرائيل" وحمـ.ـاس، ويبدو أن فرنسا تحاول عبر هذا المؤتمر تعزيز حضورها الإقليمي، ليس فقط في لبنان، بل أيضًا في سوريا من خلال الاتحاد الأوروبي.


الرئيس الفرنسي أكد خلال تصريحاته التزام بلاده المطلق بدعم وحدة لبنان وسيادته، وشدد بيان قصر الإليزيه على أن الهدف من التحرك الفرنسي هو تلبية تطلعات الشعب اللبناني، الذي لطالما وقفت فرنسا إلى جانبه في الأزمات.


رغم هذه التصريحات، يبقى قسم كبير من اللبنانيين يحمل عتبًا على الرئيس ماكرون بسبب مواقفه السابقة، خصوصًا تخليه عن ثورة 17 تشرين التي كانت تمثل تطلعات الشعب اللبناني، يومها، فضّل ماكرون التعاون مع الطبقة السياسية الحاكمة، مشيرًا إلى أنها منتخبة ديمقراطيًا، رغم أن الشارع كان يطالب بتغيير جذري.


اليوم، يفتح لبنان صفحة جديدة، وسط آمال بأن يحمل ماكرون ضمانات لتطبيق جاد لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة، ويأمل اللبنانيون أن ينجح الرئيس الفرنسي في نزع فتيل التوتر الأمني الذي قد يعيد البلاد إلى دوامة الحرب، مما يُمهد الطريق لإعادة إعمار حقيقية وشاملة.


يبقى التساؤل حول ما إذا كان مؤتمر باريس هو الخيار الأفضل للبنان، أم أن البحث عن دعم عربي وإقليمي مباشر قد يكون أكثر جدوى واستدامة.


الأكيد أن أي دعم للبنان يجب أن يتم بعيدًا عن شروط تُثقل كاهل الاقتصاد المنهك، وأن يهدف إلى تحقيق استقرار فعلي يُعيد الثقة لمواطنيه ومستثمريه.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 6