شهد جنوب لبنان تصعيداً أمنياً جديداً تمثل في سلسلة من الأحداث التي أثارت القلق بين السكان المحليين والسلطات اللبنانية.
وفي السياق، تلقى مواطنون في منطقة حومين اتصالاً من الجانب الإسرائيلي يحذرهم بضرورة إخلاء أحد المباني تمهيداً لقصفه، وعلى الفور، تم إبلاغ الجيش اللبناني بالحادثة، حيث حضرت قوة عسكرية إلى الموقع وقامت بتفتيشه، ليتضح أنه خالٍ تماماً من أي معدات حربية أو عسكرية.
تفجيرات وانتهاكات في عيتا الشعب والمناطق المجاورة
في تصعيد إضافي، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة تفجيرات استهدفت منازل وبنى تحتية في بلدة عيتا الشعب، وسمع دوي هذه الانفجارات في المناطق المجاورة، ما زاد من حالة التوتر بين السكان.
بالتزامن مع ذلك، حلقت طائرة مسيرة إسرائيلية على ارتفاع منخفض فوق وادي فرون - قعقعية الجسر، حيث كانت قوة تابعة للوحدة الفرنسية ضمن قوات "اليونيفيل" تنفذ دوريات راجلة في المنطقة، كما رُصدت تحركات لآليات إسرائيلية داخل بلدة حولا، مع تمشيط مكثف وتحليق مكثف للطائرات المسيرة.
و تقدمت 25 آلية إسرائيلية من مستوطنة المطلة باتجاه كفركلا، لكنها توقفت عند بلدة تل النحاس، مما يعكس استمرار التحركات الإسرائيلية في المنطقة الحدودية.
زيارة دولية لتقييم الوضع الأمني
زار رئيس لجنة آلية تنفيذ وقف الأعمال العدائية، الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، يرافقه الجنرال الفرنسي غيوم بونشان، عدداً من نقاط التفتيش التابعة للجيش اللبناني ضمن القطاع الغربي من جنوب لبنان، ووفقاً لبيان صادر عن اللجنة، فإن اللواء الخامس في الجيش اللبناني تولى السيطرة الكاملة على المنطقة الأسبوع الماضي بعد انسحاب القوات الإسرائيلية.
أوضح البيان أن الجنود اللبنانيين يعملون على تأمين الطرق والقرى لتمكين السكان من العودة إلى ديارهم. وعاين الجنرالان جيفرز وبونشان 7 نقاط تفتيش، حيث شاهدوا الجنود اللبنانيين وهم يقومون بمهمات المراقبة لضمان الأمن ومنع تحركات الجماعات المسلحة غير المصرح بها، بما يتماشى مع اتفاقية وقف الأعمال العدائية الموقعة في 26 تشرين الثاني 2024.
تصريحات الجنرال جيفرز
أشاد الجنرال جيفرز بفعالية نقاط التفتيش والدوريات التابعة للجيش اللبناني، قائلاً: "إن الجنود اللبنانيين يعملون بشكل فعال كضامنين وحيدين لأمن لبنان، وقد خلق وجودهم شعوراً بالأمان والاستقرار، مما يُعدّ مهماً للسكان الذين سيستأنفون أنشطتهم قريباً". وأضاف: "نحن على مسار إيجابي للغاية لمواصلة انسحاب الجيش الإسرائيلي وفق الخطة، والجيش اللبناني يثبت قدرته على توفير الأمن والاستقرار في هذه المرحلة الحرجة".
تعكس هذه التطورات حجم التحديات الأمنية التي تواجه جنوب لبنان في ظل التصعيد الإسرائيلي، لكنها في الوقت ذاته تُبرز الدور المحوري للجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.