في خطوة تاريخية وبعد فترة طويلة من الفراغ السياسي، انتخب مجلس النواب اللبناني العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، جاء فوز عون في الجولة الثانية من التصويت بـ99 صوتاً من أصل 128 نائباً، مما يعكس تحالفات وتغييرات في المشهد السياسي اللبناني.
لبنان كان يعيش فراغاً رئاسياً منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2022، مما أدى إلى تأخير في اتخاذ القرارات الاستراتيجية والخطط الاقتصادية، حيث فشل البرلمان في 13 محاولة سابقة لانتخاب رئيس جديد، سواء بسبب الانقسامات السياسية أو عدم تجميع النصاب القانوني اللازم.
يتطلب الفوز بالرئاسة في الجولة الأولى غالبية الثلثين من الأصوات (86 صوتاً أو أكثر)، وفي الجولة الثانية تكفي الأغلبية المطلقة، في الجولة الأولى من التصويت، حصل جوزيف عون على 71 صوتاً، لكن في الجولة الثانية، رفعت أصواته إلى 99، مما جعل منه الرئيس المنتخب رسمياً.
جوزيف عون، القائد الرابع عشر للجيش اللبناني منذ 2017، يأتي إلى الرئاسة بخبرة عسكرية واسعة وروابط دولية قوية، خاصة مع الولايات المتحدة التي تعتبر الداعم الأبرز للجيش اللبناني، وترشحه للرئاسة كان محاطاً بالتكهنات حول قدرته على جمع الأصوات اللازمة، إلا أن دعمه الواسع في الجولة الثانية أظهر ذلك.
وقال الرئيس جوزيف عون فى اول خطاب له عقب انتخابه رئيسًا للبنان : عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا وليسمع العالم كله أن اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان، وسأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني، وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات.
وأضاف: "عهدي أن أدفع مع الحكومة المقبلة لتطوير قوانين الانتخابات، وسأعمل على إقرار مشروع قانون اللامركزية الإدارية الموسعة، وسنمارس سياسة الحياد الإيجابي، ولن نصدر للدول إلا أفضل المنتجات والصناعات ونستقطب السياح".
وشدد على رفض التوطين للفلسطينيين وقال نؤكد عزمنا لتولي أمن المخيمات، واستكمل عون خطابه قائلًا: "آن الأوان لنراهن على استثمار لبنان في علاقاتنا الخارجية لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض، سأسهر على تفعيل عمل القوى الأمنية كأداة أساسية لحفظ الأمن وتطبيق القوانين كما سنناقش استراتيجية دفاعية كاملة على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكن الدولة اللبنانية من إزالة الإحتلال الإسرائيلي وردع عدوانه".
يمثل انتخاب جوزيف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية نقطة تحول محتملة في تاريخ البلاد، حيث يُمنح لبنان فرصة لبدء مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي والاقتصادي.