دماء منبج.. مذبحة في محيط سد تشرين

سامر الخطيب

2025.01.09 - 10:46
Facebook Share
طباعة

 في تصعيد عسكري متسارع، شهدت منطقة سد تشرين شرقي مدينة منبج قتالًا عنيفًا بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والجيش الوطني السوري، أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين والعسكريين.


في يوم الأربعاء 8 من كانون الثاني 2025، لقي 6 مدنيين مصرعهم وأصيب آخرون جراء استهدافهم في محيط السد، إثر اقترابهم من مناطق الاشتباك، وأفادت تقارير أن رتلًا مدنيًا توجه إلى المنطقة ترافقه فرق طبية وإعلاميون، لكن الفرق الطبية لم تكن مجهزة بما يكفي لتقديم الدعم الكامل للجرحى.


من جانب آخر، أصدرت "القوة المشتركة" التابعة للجيش الوطني السوري بيانًا ناشدت فيه المدنيين عدم التوجه إلى منطقة سد تشرين، معتبرة أن المنطقة هي منطقة عسكرية تشهد معارك ضارية، مؤكدة أن "قسد" قد دفعت بالمدنيين إلى الخطوط الأمامية لاستخدامهم كدروع بشرية، كما اتهمت بالبيان "قسد" بالسعي لاستخدام المدنيين في تهديد أمن سوريا وتعزيز مشروع حزب العمال الكردستاني (PKK) عبر استغلال المدنيين.


في المقابل، وجهت "قسد" اتهامًا لتركيا باستهداف القافلة المدنية عبر الطيران المسيّر التركي، وأوضحت أن الطيران التركي استهدف القافلة التي كانت متوجهة إلى سد تشرين احتجاجًا على الهجمات التركية المستمرة على المنطقة، التي تعد المصدر الرئيسي للمياه والكهرباء لأهالي المنطقة.


خلال المعارك العنيفة بين "قسد" و"الجيش الوطني"، بلغ إجمالي القتلى 37 شخصًا حتى لحظة إعداد التقرير، بينهم 26 من الجيش الوطني، و6 من "قسد"، و5 مدنيين، منهم 3 قتلوا في قصف استهدف سد تشرين و2 آخرين في هجوم على ورشة تصليح سيارات في بلدة صرين، كما تم تسجيل 14 مصابًا من المدنيين في حصيلة غير نهائية.


في الوقت ذاته، استهدفت الطائرات الحربية التركية محيط سد تشرين وجسر قره قوزاق، مما أسفر عن أضرار مادية كبيرة في المواقع المستهدفة، استمر القصف المدفعي التركي المكثف طوال ساعات الليل وحتى فجر اليوم التالي، ما تسبب في حالة من الذعر بين الأهالي، كما نفذت طائرة مسيرة تركية غارتين جويتين استهدفتا مناطق استراتيجية في محيط السد.


بعد الهجمات المكثفة، نفذت "قسد" عملية تمشيط على محور تل سيرتيل بمساندة طائرات مسيرة، مما أجبر فصائل الجيش الوطني على التراجع، العملية أسفرت عن تدمير عدة دبابات ومدرعات عسكرية وسيارتين مزودتين برشاشات ثقيلة، إلى جانب تدمير آليات عسكرية أخرى تابعة للفصائل على محور سد تشرين.


في الوقت الذي تدور فيه المعارك العنيفة، تواصل قوافل مدنية من مناطق الحسكة، الطبقة، القامشلي، وعين العرب (كوباني) التجمع في محيط سد تشرين احتجاجًا على الهجمات المستمرة على المنطقة.


ووفقًا لمنظمات حقوقية، تم توثيق مقتل 322 شخصًا منذ بدء التصعيد العسكري في المنطقة، من بين القتلى، هناك 30 مدنيًا، بينهم 5 نساء وطفلان، كما توزعت الخسائر البشرية على النحو التالي:
229 من عناصر الفصائل الموالية لتركيا.
63 من عناصر "قسد" والتشكيلات العسكرية التابعة لها.


على الرغم من المحاولات الأمريكية لعقد اتفاق لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة، إلا أن الوضع لا يزال مشحونًا، حيث رفضت تركيا تطبيق الهدنة، ما أدى إلى استمرار الخروقات العسكرية وتصاعد العنف في المنطقة.


وفي وقت سابق، أعلنت "قسد" وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار بوساطة أمريكية، لكن هذا الاتفاق لم ينجح بسبب استمرار الخروقات المتبادلة والقصف المكثف، ما أسهم في زيادة عدد القتلى والجرحى وتعميق معاناة المدنيين العالقين بين نيران الأطراف المتصارعة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 1