في خطوة هامة، تم تعيين اللواء علي نور الدين النعسان رئيسًا لهيئة الأركان العامة للجيش السوري الجديد في 9 يناير 2025، بعد أسابيع من تعيين اللواء مرهف أبو قصرة وزيرًا للدفاع.
يُعد هذا التعيين جزءًا من عملية إعادة بناء شاملة يقودها الجيش السوري الجديد بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، والذي يهدف إلى تكوين جيش وطني موحد وقوي يمكنه مواجهة التحديات المحلية والإقليمية في مرحلة ما بعد الصراع.
من هو اللواء علي النعسان؟
اللواء علي نور الدين النعسان وُلد في بلدة طيبة الإمام بمحافظة حماة في سوريا، ويُقدّر عمره بحوالي 50 عامًا، وينحدر النعسان من عائلة سورية تقليدية، وقد تربى في بيئة اجتماعية ساعدت في تشكيل شخصيته العسكرية القوية، ورغم أن الطائفة التي ينتمي إليها لم تُعلن رسميًا، إلا أن هناك إشاعات تشير إلى أنه من الطائفة العلوية.
بدأت مسيرته العسكرية بعد أن التحق بالأكاديميات العسكرية السورية حيث أظهر تفوقًا ملحوظًا في انضباطه العسكري وأدائه الميداني، وكان قد تولى العديد من المناصب القيادية في الجيش السوري، وشارك في العديد من المعارك ضد قوات النظام المخلوع في شمال سوريا.
عقب إسقاط نظام بشار الأسد، تميز النعسان كأحد القادة العسكريين الذين عملوا على إعادة هيكلة الجيش، فكان له دور بارز في توحيد الفصائل المسلحة المختلفة تحت قيادة واحدة، وهي خطوة كانت حاسمة لتحقيق الاستقرار في البلاد بعد سنوات من النزاع.
مسيرته المهنية وتقدمه السريع
بدأ اللواء النعسان حياته العسكرية كضابط في وحدات المشاة والمدرعات، حيث اكتسب مهارات واسعة في فنون الحرب والتنظيم العسكري، وتولى العديد من المناصب الهامة في الجيش السوري قبل أن يصبح أحد أبرز القادة العسكريين في "هيئة تحـ.ـرير الشام"، حيث عمل على إعادة تنظيم القوات العسكرية في المناطق التي خضعت لسيطرة المعارضة.
وفي 28 ديسمبر 2024، صدر قرار من "القيادة العامة" بترقية علي النعسان إلى رتبة لواء في الجيش السوري الجديد، وذلك في إطار عملية إعادة هيكلة الجيش بعد سقوط النظام السابق. وبعد أقل من أسبوعين، في 9 يناير 2025، تم تعيينه رئيسًا لهيئة الأركان العامة للجيش السوري الجديد، وهو المنصب الذي يتطلب قيادة قوية ورؤية استراتيجية من أجل إعادة بناء الجيش على أسس عصرية.
إنجازات اللواء علي النعسان في الجيش السوري الجديد
تولى اللواء النعسان مسؤولية كبيرة في مرحلة حرجة للغاية، حيث عمل على تشكيل وبناء الجيش السوري الجديد في وقت كانت فيه البلاد بحاجة إلى استقرار وأمن، وكان له دور بارز في إعادة ترتيب أولويات الجيش السوري الجديد، مع التركيز على دمج الفصائل المسلحة المختلفة تحت مظلة وطنية واحدة.
من بين أبرز إنجازات اللواء النعسان، كان تحديث الجيش السوري من حيث التسليح والتقنيات الحديثة، حيث أشرف على إدخال أنظمة تسليح جديدة في صفوف الجيش، إضافة إلى تحديث أساليب التدريب العسكرية والعمليات، كما أطلق برامج تدريب متقدمة تهدف إلى تأهيل الضباط والجنود في مجالات إدارة الأزمات والحروب الحديثة.
وفيما يتعلق بتطوير القيادة العسكرية، عمل النعسان على تعزيز مهارات القيادة والإدارة في صفوف الضباط، مما ساعد في خلق جيش أكثر احترافية وكفاءة، هذه الخطوات ساعدت على تحسين الأداء العسكري في الميدان وضمان استجابة سريعة وفعالة للتحديات العسكرية.
توجهات استراتيجية تحت قيادة اللواء النعسان
اللواء النعسان، وبفضل خبرته العسكرية الواسعة، يُعد رمزًا للقيادة العسكرية الحديثة في سوريا، وهو يسعى إلى توحيد الصفوف السورية وإعادة بناء المؤسسات العسكرية بما يتناسب مع تحديات المرحلة القادمة.
لقد ركز النعسان على استراتيجية عسكرية شاملة تتضمن التنسيق بين جميع الفصائل المسلحة من أجل تعزيز الوحدة الوطنية، بالإضافة إلى تحديث جميع جوانب التدريب العسكري ليشمل أساليب الحروب الحديثة والتكتيك العسكري المعتمد على التقنيات المتطورة.
كما يتطلع النعسان إلى تعزيز استقلالية الجيش السوري الجديد، سواء من خلال استراتيجيات الحماية الذاتية أو التعاون مع حلفاء محليين ودوليين لضمان استقرار المنطقة على المدى الطويل.
ويرى متابعون أنه من خلال قيادته الحازمة ورؤيته الاستراتيجية، يُتوقع أن يسهم النعسان في تعزيز أمن سوريا الداخلي والخارجي، وضمان حماية البلاد من أي تهديدات مستقبلية، إنَّ تعيينه رئيسًا لهيئة الأركان يعتبر علامة فارقة في بناء الجيش الوطني السوري الجديد، الذي يعد حجر الزاوية لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا بعد سنوات من الحرب والدمار.