كشفت مصادر سياسية مطلعة عن أسباب دعم الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية لترشيح قائد الجيش اللبناني، العماد جوزاف عون، لرئاسة الجمهورية، ويعود هذا الدعم إلى اعتبارات سياسية وأمنية واستراتيجية تعوّل عليها هذه الدول لضمان استقرار لبنان وسط الأزمات المستمرة.
الاستقرار الأمني والمؤسسة العسكرية
أثبت العماد جوزاف عون كفاءة في إدارة المؤسسة العسكرية خلال أوقات عصيبة، حيث تمكن من الحفاظ على تماسك الجيش رغم التحديات المالية والانهيار الاقتصادي، كما نجح في إبقاء المؤسسة العسكرية فاعلة في وقت شلت فيه مؤسسات الدولة الأخرى.
الحياد والاستقلالية
تميّز قائد الجيش بموقفه المحايد وعدم انحيازه لأي طرف سياسي، ما جعله شخصية جامعة قادرة على تجنب إقحام الجيش في الانقسامات الطائفية والسياسية التي تعصف بلبنان.
الاعتبارات الدولية والإقليمية
واشنطن وباريس: تدعمان تعزيز دور الجيش كقوة مركزية في لبنان، معتبرتين أن العماد عون قادر على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة واستعادة الاستقرار.
السعودية: ترى في انتخاب عون فرصة لتقويض نفوذ إيران عبر توازن سياسي جديد يعيد للسعودية دورها التقليدي في لبنان، ضمن استراتيجيتها لمواجهة محور الممانعة، مع الإبقاء على تحسين العلاقات مع إيران.
رؤية فرنسية للحل
تعتبر فرنسا أن انتخاب جوزاف عون رئيساً خطوة أساسية لحل الأزمة الرئاسية المستمرة منذ أكثر من سنتين، بما يضمن استقرار لبنان وتطبيق الإصلاحات الضرورية للنهوض من أزماته.
دعم الثلاثي الدولي والإقليمي للعماد جوزاف عون يعكس توافقاً على رؤيته كشخصية قادرة على تحقيق الاستقرار وتعزيز دور الجيش في إعادة التوازن السياسي في لبنان.
العماد جوزيف عون: سيرة ومسيرة
العماد جوزيف عون هو قائد الجيش اللبناني منذ مارس 2017، وهو شخصية بارزة في المؤسسة العسكرية اللبنانية، يشتهر بكفاءته، انضباطه، ودوره في الحفاظ على استقرار لبنان في أصعب الظروف.
1. النشأة والتكوين
مكان وتاريخ الميلاد: ولد في بلدة العيشية، قضاء جزين، جنوب لبنان، في 10 يناير 1964.
التعليم: تلقى تعليمه العسكري في المدرسة الحربية اللبنانية. كما شارك في العديد من الدورات التدريبية المتقدمة في الخارج، خصوصاً في الولايات المتحدة وفرنسا، مما عزز خبراته العسكرية.
2. المسيرة العسكرية
انضم إلى الجيش اللبناني كضابط بعد تخرجه من المدرسة الحربية.
تدرّج في المناصب العسكرية حتى تولى قيادة عدة وحدات ميدانية، منها أفواج المشاة والفرق الخاصة.
شارك في العمليات الميدانية لمكافحة الإرهاب وحماية الحدود اللبنانية، ما أكسبه سمعة قوية كقائد ميداني.
عمل على تطوير أداء الجيش خلال الأزمات الكبرى، منها الحرب ضد الإرهاب ومعالجة التداعيات الأمنية للنازحين السوريين.
3. قائد الجيش اللبناني
في 8 مارس 2017، عُيّن جوزيف عون قائداً للجيش اللبناني خلفاً للعماد جان قهوجي.
إصلاحات عسكرية: عمل على تعزيز الجهوزية العسكرية وتطوير قدرات الجيش رغم الأزمات الاقتصادية التي ضربت لبنان.
التعامل مع الأزمات: نجح في إبقاء الجيش متماسكاً وفعّالاً خلال احتجاجات 2019، الانهيار الاقتصادي، وانفجار مرفأ بيروت 2020.
التنسيق الدولي: عزز التعاون مع الشركاء الدوليين مثل الولايات المتحدة وفرنسا لدعم الجيش بالتدريب والمساعدات العسكرية.
4. إنجازاته ومبادئه
يعتبر شخصية محايدة سياسياً، ما جعله يحظى بثقة محلية ودولية.
ساهم في ترسيخ الجيش كجهة ضامنة للاستقرار، بعيداً عن الانقسامات الطائفية والسياسية.
حصل على عدة أوسمة وشهادات تقدير لدوره البارز في تعزيز الأمن والاستقرار.
5. الشخصية والنهج
يتميز بالانضباط والشخصية القوية.
يتبنى مبدأ الحياد ويعمل على حماية الجيش من التسييس، ما جعله مرشحاً محتملاً لرئاسة الجمهورية بدعم دولي.
العماد جوزيف عون يُعد شخصية محورية في المشهد اللبناني، حيث يمثل نموذجاً للقائد العسكري الذي نجح في تعزيز دور الجيش كمؤسسة مستقلة في ظل الأزمات المتعددة التي يمر بها لبنان.