عشية جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في مجلس النواب اللبناني، شهدت الساحة السياسية تطورات دراماتيكية عززت احتمالات إنهاء الشغور الرئاسي، فقد برز العماد جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني، كمرشح وحيد ومفضل لتولي رئاسة الجمهورية، مدعوماً بتأييد محلي ودولي واسع، في خطوة تعكس توافقاً غير مسبوق بين الأطراف الداخلية والخارجية.
تحولات مفاجئة في المشهد السياسي
أعلنت كتل نيابية متعددة دعمها لعون بعد اجتماعات مكثفة واتصالات مع موفدين دوليين، أبرزهم الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان، الذي زار بيروت للمرة الثانية خلال أيام، والموفد الفرنسي جان إيف لودريان، كما انسحب كل من الوزير السابق سليمان فرنجية والوزير السابق زياد بارود لصالح دعم قائد الجيش، ما أضفى زخماً إضافياً على حظوظه.
مصادر متابعة أكدت أن جوزيف عون بات الخيار الوحيد المدعوم دولياً، إذ صرحت مصادر دبلوماسية: "عون أو لا أحد"، وتمحورت الجهود حول تذليل العقبات مع الثنائي الشيعي "حركة أمل" و"حـ.ـزب الله" و"التيار الوطني الحر"، لضمان توافق واسع يضمن انتخاب عون بأكبر عدد من الأصوات.
توافق دولي وتحركات إقليمية
شهدت الساعات الأخيرة دفعاً دولياً غير مسبوق، خصوصاً من الولايات المتحدة والسعودية وفرنسا، لتجنب تفويت فرصة انتخاب رئيس يعكس تقاطع المصالح اللبنانية والدولية، وقد عقدت لقاءات رفيعة المستوى شملت قيادات نيابية وسياسية لتوحيد الجهود.
في هذا السياق، أبدت واشنطن والرياض وضوحاً تاماً في دعم عون، بينما أكدت باريس التزامها بموقف اللجنة الخماسية الدولية، مشددة على ضرورة انتخاب رئيس يساهم في استقرار لبنان ويستجيب للمطالب الدولية.
الموقف الداخلي: بين التأييد والتحفظ
في الداخل، أعلن "حزب القوات اللبنانية" و"حزب الكتائب اللبنانية" دعمهما لعون، بينما أبدت كتل المعارضة الأخرى مواقف مشابهة بعد لقاءات مكثفة، بالمقابل، ظل موقف الثنائي الشيعي غامضاً، إذ أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن انتخاب قائد الجيش يتطلب تعديلاً دستورياً، ما يجعله مشروطاً بحصوله على 86 صوتاً في الدورة الأولى.
مشهد الجلسة المرتقبة
الجلسة الثالثة عشرة لانتخاب الرئيس تحمل سيناريوهات مفتوحة، فرغم التوقعات بحصول عون على ما بين 74 و78 صوتاً، قد يؤدي غياب توافق كامل إلى تعليق الجلسة لمزيد من المشاورات، ورجحت مصادر أن الثنائي الشيعي قد يلجأ إلى التصويت بورقة بيضاء، ما قد يعطل انتخاب عون في الدورة الأولى.
التحركات الأخيرة
في موازاة ذلك، استمرت اللقاءات الدبلوماسية حتى ساعة متأخرة من الليل، والتقى الموفد الفرنسي والموفد السعودي كبار القادة السياسيين، في حين أكد نواب محسوبون على "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" تمسكهم بضرورة احترام الآليات الدستورية، ما أضفى مزيداً من الغموض على نتائج الجلسة.
خاتمة: لبنان أمام مفترق تاريخي
يترقب اللبنانيون جلسة اليوم التي قد تشهد انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، في خطوة تعكس تقاطعاً داخلياً ودولياً غير مسبوق، فهل تكون هذه الجلسة بداية لمرحلة جديدة تنهي الأزمة السياسية المستفحلة، أم أن العقبات الدستورية والسياسية ستطيل أمد الانتظار؟