احتجاجات في الصنمين تطالب بمحاسبة متهم بانتهاكات واسعة
وكالة أنباء آسيا
شهدت مدينة الصنمين شمالي محافظة درعا مظاهرة حاشدة يوم الاثنين 6 كانون الثاني، تطالب بمحاسبة القيادي المحلي محسن الهيمد، المتهم بانتهاكات جسيمة خلال فترة خدمته السابقة في صفوف الأمن العسكري التابع لنظام بشار الأسد المخلوع.
تأتي المظاهرة بعد يوم واحد من اتفاق أبرمته "إدارة العمليات العسكرية" لوقف الاشتباكات في المدينة، والتي اندلعت عقب اغتيال القيادي المحلي فهد الذياب، وشملت بنود الاتفاق تسليم الفصائل المحلية أسلحتها الثقيلة والمتوسطة، مع الاحتفاظ بالأسلحة الخفيفة مؤقتًا.
ورفع المحتجون، بينهم نساء ورجال، لافتات تطالب بالقصاص من محسن الهيمد، معتبرين أن الاتفاق منحاز ولا يحقق العدالة لأهالي المدينة.
الاشتباكات التي سبقت الاحتجاجات اندلعت بين مجموعة يقودها محسن الهيمد، المعروف بانتمائه السابق للأمن العسكري، ومجموعات محلية في درعا، وكان السبب المباشر لهذه الأحداث هو اغتيال فهد الذياب، أحد القادة المحليين السابقين في درعا، في الأول من كانون الثاني.
فهد الذياب، الذي سبق له الانخراط مع مجموعة "وليد الزهرة"، اغتيل بعد عودته من الشمال السوري، هاجمه مسلحون مجهولون في منزل خاله، حيث أطلقوا عليه النار وأردوه قتيلًا، ويعد هذا أول اغتيال تشهده درعا منذ سقوط النظام السابق.
يتهم محسن الهيمد بارتكاب العديد من الانتهاكات، من بينها تنفيذ عمليات اغتيال وزرع عبوات ناسفة، وفي نيسان 2024، وُجهت له اتهامات بزرع عبوة ناسفة أسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين، بينهم أطفال، ما أدى إلى اشتباكات مع مجموعة أخرى يقودها جمال اللباد.
خلال تلك الاشتباكات، قُتل سبعة أشخاص، بينهم امرأة، بعد أن حاصرت مجموعة الهيمد منزل اللباد، وهو قائد محلي سابق ضمن "أمن الدولة".
قيادي محلي في الصنمين، طلب عدم الكشف عن اسمه، وصف الاتفاق الذي أبرمته "إدارة العمليات العسكرية" بأنه "مجحف"، منتقدًا مساواة محسن الهيمد بباقي الأطراف رغم تورطه في انتهاكات ضد المدنيين.
الفعاليات المحلية في الصنمين أكدت أن تحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين في الجرائم يعدان شرطين أساسيين لتحقيق الاستقرار في المدينة، ويطالب السكان بأن تكون أي إجراءات أمنية في درعا متماشية مع تطلعاتهم في بناء دولة تقوم على سيادة القانون والعدالة.
يبقى المشهد في الصنمين مرشحًا لمزيد من التصعيد ما لم تُتخذ خطوات واضحة لمحاسبة المتورطين في الانتهاكات والاستجابة لمطالب السكان.
