"إسرائيل" تسعى للبقاء في جنوب لبنان
رامي عازار
كشفت القناة 13 العبرية، يوم الأحد، أن "إسرائيل" تسعى للبقاء في مناطق معينة بجنوب لبنان إلى أجل غير مسمى، رغم النصوص الواضحة في اتفاق وقف إطلاق النار التي تنص على الانسحاب.
هذه الخطوة تعكس استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تعزيز السيطرة الأمنية في المناطق الحدودية، لكنها تفتح الباب أمام تحديات دبلوماسية وسياسية مع المجتمع الدولي، ولا سيما إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
بحسب القناة، تخشى "إسرائيل" من أن استمرار وجودها العسكري في جنوب لبنان قد يؤدي إلى رد فعل قوي من إدارة بايدن، بما في ذلك احتمال دعم الولايات المتحدة لقرار في مجلس الأمن الدولي يدين تصرفات "إسرائيل"، ويثير هذا الاحتمال قلقًا كبيرًا لدى المسؤولين الإسرائيليين، نظرًا لما قد يترتب عليه من ضغوط سياسية ودبلوماسية.
أوضحت التقارير أن "إسرائيل" تراهن على "خروقات" الدولة اللبنانية وحـ.ـزب الله لتبرير بقائها العسكري، معتبرة أن هذه الخروقات توفر لها ذريعة لعدم تنفيذ بند الانسحاب، ومع ذلك، فإن هذه السياسة قد تكون أقل قبولاً لدى إدارة بايدن التي تبدو أقل مرونة تجاه خرق الاتفاقيات الدولية مقارنة بالإدارة السابقة.
تشير القناة إلى أن "إسرائيل" تعتمد على إمكانية عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في المستقبل، إذ يُتوقع أن تكون إدارته أكثر تساهلًا في التعامل مع مثل هذه القضايا، بما في ذلك تأجيل أو حتى تجاهل الانسحاب من جنوب لبنان.
تلعب آلية مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، التي يرأسها الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، دورًا محوريًا في مراقبة تنفيذ بنود الاتفاق، ومع ذلك، أفادت القناة أن "إسرائيل" ليست راضية عن مستوى استجابة الجيش اللبناني لتقارير الانتهاكات، ويرى الجانب الإسرائيلي أن هذه التقارير تُحال دون معالجة فعّالة، ما يعزز مبررات بقائها في المناطق الحدودية.
يبرز القرار الإسرائيلي بالبقاء في جنوب لبنان كعامل تصعيدي في العلاقات الإقليمية والدولية، وبينما تتذرع "إسرائيل" بالمخاوف الأمنية وخروقات حـ.ـزب الله، تواجه ضغوطًا متزايدة من إدارة بايدن والمجتمع الدولي للالتزام بالاتفاقيات المبرمة، وفي ظل هذه المعطيات، يبقى المشهد مفتوحًا على تصعيد محتمل أو تغيّر في المواقف، خاصة مع المتغيرات السياسية في الولايات المتحدة وتأثيرها على توازنات المنطقة.
