زيارة وزير الخارجية السوري إلى الدوحة: مرحلة جديدة من التعاون

وكالة أنباء آسيا

2025.01.05 - 08:09
Facebook Share
طباعة

 في سياق الجهود الدبلوماسية لتعزيز العلاقات العربية وتوسيع التعاون الإقليمي، وصل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، يوم الأحد 5 كانون الثاني، إلى العاصمة القطرية الدوحة، على رأس وفد رفيع المستوى يضم وزير الدفاع، اللواء مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة، أنس خطاب.


جدول الأعمال والمباحثات الرئيسية
استهل الوفد السوري زيارته بعقد لقاءات مع كبار المسؤولين القطريين، على رأسهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وتناولت المباحثات سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد، الأمن، المساعدات الإنسانية، والطاقة، كما تمت مناقشة مسألة العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، حيث شدد الشيباني على ضرورة رفعها لتخفيف معاناة الشعب السوري، مؤكدًا أهمية الدور القطري في هذا السياق.


وصرح الشيباني: "قطر كانت دائمًا داعمًا قويًا للشعب السوري، ونحن نعوّل على شراكتها في مرحلة السلام وإعادة البناء. هذه العقوبات تُثقل كاهل الشعب السوري، ورفعها سيكون بداية لإحياء الاقتصاد وتحقيق الاستقرار".


دعم قطري للإدارة السورية الجديدة
أكد وزير الخارجية القطري خلال اللقاءات على دعم بلاده للإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، مشددًا على التزام قطر بوحدة سوريا وسيادتها واستقلالها، وأضاف: "سنعمل على تعزيز الشراكات الاقتصادية والإنسانية التي تساهم في بناء دولة سوريا الحديثة القائمة على سيادة القانون والمؤسسات".


كما شارك في المباحثات وزير الدولة القطري، محمد بن عبد العزيز الخليفي، الذي أوضح أن الاجتماعات تناولت خطوات عملية لبناء سوريا الغد، مؤكدًا أن قطر لن تدخر جهدًا لدعم تطلعات الشعب السوري نحو مستقبل أفضل.


السياق الإقليمي وأهمية الجولة الدبلوماسية
تعد هذه الزيارة الثانية لوزير الخارجية السوري إلى دولة عربية بعد زيارته السابقة إلى السعودية، التي أسفرت عن توافقات مهمة لدعم الاستقرار في سوريا والمنطقة، وتعكس الجولة الحالية توجه الإدارة السورية الجديدة نحو تعزيز الروابط مع الدول العربية، خاصة في ظل التحولات الإقليمية بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.


وقبيل وصوله إلى الدوحة، كان الشيباني قد أعلن عن جولته الدبلوماسية، مشيرًا إلى أنها تستهدف بناء شراكات استراتيجية تدعم الأمن والاستقرار والانتعاش الاقتصادي، وقال: "نتطلع إلى بناء جسور التعاون مع أشقائنا العرب، فهذه الشراكات ضرورة ملحة لتعزيز التنمية والاستقرار في سوريا".


إرث العلاقات القطرية السورية بعد سقوط النظام السابق
شهدت العلاقات القطرية السورية تطورًا ملحوظًا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، حيث كانت قطر من أوائل الدول التي أعادت فتح سفارتها في دمشق في ديسمبر 2024، وشهدت هذه الخطوة إشادة واسعة كونها تمثل بداية عهد جديد من التعاون العربي.


في هذا السياق، زار وزير الدولة القطري، محمد الخليفي، دمشق في ديسمبر الماضي، في أول زيارة من نوعها منذ 13 عامًا، والتقى الخليفي خلالها أحمد الشرع، حيث جرى الاتفاق على تعزيز العلاقات الثنائية ودعم جهود إعادة الإعمار.


التحديات والآفاق المستقبلية
تواجه الإدارة السورية الجديدة تحديات كبيرة في ظل استمرار العقوبات الاقتصادية، والدمار الهائل الذي لحق بالبلاد خلال السنوات السابقة، ومع ذلك، فإن الدعم العربي المتزايد، خاصة من قطر، يوفر فرصًا كبيرة لإعادة بناء سوريا، وخلق بيئة إقليمية مستقرة تدعم جهود التنمية والسلام.


ختام الزيارة وتطلعات المستقبل
تُعد زيارة الشيباني إلى الدوحة خطوة استراتيجية تمهد الطريق لمزيد من التعاون بين سوريا والدول العربية. كما تعكس هذه الجولة التزام الإدارة الجديدة بترميم العلاقات الإقليمية، وإعادة سوريا إلى دورها المحوري في المنطقة.


ومن المقرر أن يستكمل الشيباني جولته بزيارات إلى الإمارات والأردن خلال الأيام المقبلة، حيث يتوقع أن تسفر هذه الجولة عن اتفاقيات جديدة تعزز جهود إعادة الإعمار، وتفتح آفاقًا اقتصادية وأمنية واعدة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5