شهدت منطقة عكار في شمال لبنان تصاعداً في القلق الشعبي إزاء ما وصفه الأهالي بـ"المجزرة البيئية" التي تهدد حرش الغار، المعروف أيضاً بـ"الحرش الأسود".
تقع هذه المنطقة الحيوية على الضفة الجنوبية للنهر الكبير، وتشهد يومياً حوادث تسلل تنذر بتبعات بيئية واجتماعية خطيرة.
تسلل وقطع للأشجار
بحسب شهادات أهالي المنطقة، تقوم مجموعة من الأشخاص، يُعتقد أنهم من الجانب السوري، بالتسلل عبر الحدود اللبنانية-السورية وعبور النهر الكبير إلى حرش الغار، هناك يعمدون إلى قطع أعداد كبيرة من الأشجار بشكل منهجي، متسببين في أضرار جسيمة للنظام البيئي المحلي.
يشير السكان إلى أن هذه العمليات تتم تحت تهديد السلاح، حيث يُطلق المتسللون النار على أي شخص يقترب من موقعهم، ما يعزز الشعور بعدم الأمان في المنطقة ويمنع التدخل المباشر لوقف هذه الانتهاكات، ويتم نقل الأخشاب المقطوعة إلى الجانب السوري، وتحديداً إلى بلدة عُزَيْر.
أهمية حرش الغار
"الحرش الأسود" ليس مجرد غابة عادية، بل هو منطقة مصنفة ذات أهمية نباتية (Important Plant Area)، ويعد موطناً لتنوع بيولوجي غني ومتنوع، بالإضافة إلى ذلك، يقع هذا الحرش ضمن معلم مدرج على اللائحة التمهيدية لمواقع التراث العالمي لمنظمة الأونيسكو، ما يبرز قيمته الثقافية والطبيعية على المستوى العالمي.
مخاطر وتداعيات
يتسبب استمرار هذه الممارسات في تهديد خطير للتوازن البيئي في المنطقة، حيث يؤدي قطع الأشجار إلى:
تدمير الموائل الطبيعية للعديد من الكائنات الحية.
زيادة مخاطر انجراف التربة.
تدهور جودة الهواء والمياه.
كما أن هذه العمليات قد تؤدي إلى توترات اجتماعية وأمنية، خاصة في ظل تهديد الأهالي المحليين الذين يعتمدون على هذا الحرش كمصدر طبيعي مهم.
نداء للتحرك
يطالب أهالي عكار السلطات اللبنانية والمنظمات البيئية والدولية بالتدخل العاجل لحماية حرش الغار من المزيد من التدمير، كما يناشدون المجتمع الدولي لدعم الجهود المحلية في الحفاظ على هذا المعلم الطبيعي الثمين وضمان تطبيق القوانين الرادعة بحق المخالفين.
إن حرش الغار ليس فقط إرثاً طبيعياً للبنان، بل هو جزء من التراث البيئي العالمي الذي يجب أن يُصان للأجيال القادمة.