عودة الشيخ أسامة الرفاعي إلى دمشق بعد غياب 13 عامًا

رزان الحاج

2025.01.05 - 08:53
Facebook Share
طباعة

 شهدت دمشق حدثًا استثنائيًا أمس، السبت 4 كانون الثاني، بوصول الشيخ أسامة الرفاعي، رئيس "المجلس الإسلامي السوري"، إلى مدينته بعد غياب دام 13 عامًا نتيجة معارضته لنظام بشار الأسد، وسط استقبال حاشد في مسجد عبد الكريم الرفاعي بحي كفرسوسة، حيث اعتلى المنبر قبل مغادرته سوريا.


الرفاعي: رمز المعارضة الدينية للنظام
منذ بداية الثورة السورية في عام 2011، عُرف الشيخ أسامة الرفاعي وشقيقه الشيخ سارية بمواقفهما الواضحة ضد النظام السوري، إذ رفضا استخدام القوة في قمع المظاهرات السلمية، وأصبحت المساجد التي يخطب فيها الشيخان منابر لدعم الثورة ومراكز تجمّع للمعارضين، مما أكسبهما شعبية واسعة بين السوريين، على عكس بعض رجال الدين الذين اختاروا الحياد أو الاصطفاف مع النظام.


تعرض الشيخ أسامة للاعتداء على يد قوات الأمن أثناء صلاة التهجد في آب 2011، حيث ضُرب على رأسه ويده، وتم منعه من الخطابة بعد ذلك الحادث، إثر هذه الواقعة، غادر الشيخ سوريا متجهًا إلى مصر ثم إلى إسطنبول، التي أصبحت مقر إقامته خلال فترة المنفى.


العودة بعد سنوات المنفى
رغم غيابه عن دمشق، بقي الشيخ أسامة حاضرًا في المشهد السوري، حيث زار عدة مرات مناطق الشمال السوري الخاضعة لسيطرة المعارضة، وفي إسطنبول، ترأس الشيخ المجلس الإسلامي السوري، الذي تأسس في نيسان 2014 بهدف جمع كلمة العلماء السوريين وإيجاد حلول شرعية لقضايا السوريين في ظل الأزمة المستمرة.


وفي تشرين الثاني 2021، انتخب "المجلس الإسلامي السوري" الشيخ أسامة مفتيًا عامًا لسوريا، كرد فعل على إلغاء النظام السوري منصب المفتي العام، وهو القرار الذي اعتُبر محاولة لتفريغ المنصب من أهميته التاريخية والدينية.


إرث الشيخ أسامة الرفاعي
الشيخ أسامة، المولود في دمشق عام 1944، ينحدر من عائلة دينية بارزة، تلقى علومه الشرعية على يد والده الشيخ عبد الكريم الرفاعي، أحد أبرز علماء دمشق، وتخرج من جامعة دمشق بشهادة في اللغة العربية وآدابها عام 1971، عُرف الشيخ بنهجه الوسطي وبقدرته على التأثير في الأوساط الدينية والشعبية.


من هو الشيخ أسامة الرفاعي؟

نشأته وأسرته: الشيخ أسامة الرفاعي ينتمي إلى عائلة دمشقية عريقة معروفة بالعلم والتقوى. والده العلامة عبد الكريم الرفاعي كان من أبرز علماء دمشق ومؤسس مدرسة علمية مؤثرة في المدينة.


تعليمه الشرعي: بالإضافة إلى دراسته الأكاديمية في اللغة العربية، تلقى الشيخ أسامة العلم الشرعي على يد والده وعدد من علماء دمشق البارزين، مما جعله أحد الرموز العلمية في البلاد.


تأثيره الديني في دمشق: قبل مغادرته سوريا، كانت خطب الشيخ أسامة في "مسجد عبد الكريم الرفاعي" تُعتبر منبرًا بارزًا للدعوة إلى الإصلاح والتوعية الاجتماعية، ما جعله محبوبًا بين أبناء دمشق.


الاعتداء عليه في 2011: في بداية الثورة السورية، تعرّض الشيخ أسامة لاعتداء مباشر خلال صلاة التهجد من قبل قوات الأمن، حيث ضربوه على رأسه ويده، مما استدعى نقله إلى المستشفى.


دوره في الشمال السوري: خلال فترة وجوده في تركيا، كان الشيخ أسامة يزور مناطق المعارضة في الشمال السوري باستمرار، حيث شارك في فعاليات دينية وإرشادية لدعم السكان.


انتخابه مفتياً عاماً: في عام 2021، انتخب المجلس الإسلامي السوري الشيخ أسامة الرفاعي بالإجماع مفتياً عاماً لسوريا، في خطوة اعتبرت تعزيزاً للمرجعية الشرعية البديلة عن النظام السوري.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 10