مطالب سوريّة لإدارة بايدن

رزان الحاج

2025.01.04 - 02:28
Facebook Share
طباعة

 في الثالث من يناير 2025، التقى وفد سوري مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لبحث عدد من القضايا المحورية التي تتعلق بمستقبل سوريا وعلاقاتها مع الولايات المتحدة.


وكان من بين الحاضرين مدير البرنامج السوري في "المجلس الأطلسي"، قتيبة إدلبي، الذي أوضح أن ردود الفعل من وزير الخارجية وفريقه كانت إيجابية للغاية، مشيرًا إلى أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة لتحديد مسار العلاقات الأمريكية مع الملف السوري في مرحلة ما بعد إدارة بايدن، مع اقتراب تسلّم إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب زمام الأمور في البيت الأبيض.


الوفد السوري قدّم ورقة تفصيلية تضمّنت مجموعة من الأولويات الهامة في الوقت الحالي والمستقبل. وتضمنت المطالب في مقدمتها رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، وهو مطلب أساسي يُركّز على تعزيز عملية التعافي الاقتصادي من خلال آليات قانونية تسمح بالاستثمار والعمل الإنساني. كما شدّد الوفد على ضرورة إعادة افتتاح السفارة الأمريكية في دمشق بشكل رسمي، بهدف تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهو أمر قد يعكس تحولًا في السياسة الأمريكية تجاه النظام السوري.


أما على المستوى السياسي، فقد دعا الوفد السوري إلى دعم خارطة طريق شاملة لعملية دستورية من شأنها أن تفضي إلى انتقال سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري، كما طُلب من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي دعم جهود دمج مناطق شمال شرق سوريا ضمن الإدارة الجديدة، بعد سنوات من التوترات والتدخلات الإقليمية.


أحد النقاط التي كان الوفد السوري حريصًا على طرحها كانت المتعلقة بالتدخلات الخارجية، لا سيما التوغلات الإسرائيلية في الأراضي السورية، حيث طالب الوفد بضرورة مواجهة هذه التدخلات لضمان استقرار البلاد.

إضافة إلى ذلك، تم التأكيد على أهمية دعم العدالة الانتقالية في سوريا من خلال آليات مؤسسية تمنع الانزلاق إلى العنف أو الانتقام، وهو ما سيسهم في بناء دولة أكثر استقرارًا وعدالة.


كما شملت مطالب الوفد السوري الحفاظ على وضع الحماية المؤقتة (TPS) للسوريين في الولايات المتحدة، وهي قضية إنسانية مهمة تشكل مصدر أمل للعديد من السوريين في الخارج.


من جهة أخرى، كان قد أشار وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في حديث سابق إلى أن إدارة بايدن تتفق مع الدول المعنية في الملف السوري على ضرورة احترام إرادة الشعب السوري، والانتقال إلى حكومة شاملة تمثل جميع مكونات الشعب السوري، وفي المقابل، حذر بلينكن السلطات السورية من اتباع نموذج "طالبان" في أفغانستان، محذّرًا من أن هذا قد يؤدي إلى عزلتها على الساحة الدولية.


وكان جهاد مقدسي، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية، قد أكد أن الاجتماع كان فرصة للاستماع إلى وجهة نظر الإدارة الأمريكية ومناقشة التطورات الأخيرة في سوريا، كما أكد تسليم ورقة تفصيلية تتضمن مطالب سوريّة مُلحة حول القضايا المذكورة.


تبدو هذه المفاوضات خطوة مهمة نحو إعادة تشكيل العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة، وإذا ما تم تحقيق بعض من المطالب السورية، قد تشهد العلاقات بين البلدين تحولات كبيرة نحو التعاون والانفتاح، في وقت يتطلع فيه السوريون إلى تحقيق الاستقرار والعدالة في بلدهم.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 3