شنت القوات التابعة لإدارة العمليات العسكرية في سوريا حملة أمنية واسعة النطاق في أحياء المهاجرين والعباسيين بمدينة حمص، وسط البلاد، بحسب ما أفاد مصدر أمني، وفي تطور مرتبط، أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن إلقاء القبض على عدد من الشخصيات البارزة المنتمية للنظام المخلوع بشار الأسد، بينهم مسؤول كاميرات المراقبة في سجن صيدنايا وقائد ميداني متورط في انتهاكات جسيمة.
اعتقال شخصيات بارزة
ذكرت وكالة "سانا" أن قوات الأمن ألقت القبض على محمد نور الدين شلهوم، أحد المسؤولين عن كاميرات المراقبة في سجن صيدنايا بريف دمشق، ويُتهم شلهوم بتعطيل كاميرات السجن خلال الفترة التي سبقت سيطرة إدارة العمليات العسكرية على المنطقة.
يُعد سجن صيدنايا رمزًا للقمع الوحشي، حيث تشير تقارير دولية إلى أن النظام السابق نفذ فيه إعدامات جماعية وتعذيبًا ممنهجًا أودى بحياة عشرات الآلاف من المعتقلين، خاصة بين عامي 2011 و2015.
إضافة إلى ذلك، أعلنت الوكالة عن اعتقال ساهر النداف، وهو قائد ميداني بارز متهم بارتكاب مجازر عديدة بحق المدنيين السوريين، وأوضحت "سانا" أن النداف كان ضمن فلول الميليشيات التي رفضت تسليم أسلحتها ولجأت للاختباء بين المدنيين، مما عرّض سكان المنطقة للخطر.
عمليات تمشيط واسعة النطاق
أفاد مصدر في إدارة العمليات العسكرية أن القوات بدأت حملة تمشيط في أحياء المهاجرين والعباسيين بمدينة حمص. وخلال الحملة، اندلعت اشتباكات متفرقة مع عناصر من النظام المخلوع الذين رفضوا تسوية أوضاعهم أو تسليم أسلحتهم، وأكد المصدر أن القوات تمكنت من اعتقال ضابط متخفٍ كان يخدم في سجن دير الزور المركزي ويُتهم بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المعتقلين.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، كثفت إدارة العمليات العسكرية جهودها لتعقب فلول النظام السابق وإعادة فرض السيطرة على المناطق الساخنة، وقد افتُتحت مراكز لتسوية أوضاع عناصر النظام المخلوع، لكن رفض بعضهم لإلقاء السلاح أدى إلى استمرار الاشتباكات في عدد من المحافظات.