شهدت محاور القرى المحيطة بسد تشرين في ريف حلب الشرقي تصعيدًا عسكريًا كبيرًا، حيث شنت فصائل “الجيش الوطني” الموالي لتركيا هجمات على عدة قرى مستغلة الغارات الجوية التركية على المنطقة، تزامنًا مع قصف مدفعي مكثف، وردّت قوات سوريا الديمقراطية (“قسد”) بتفجير ألغام أرضية لإعاقة تقدم المهاجمين، كما عززت انتشارها في المنطقة تحسبًا لتجدد الغارات الجوية.
محاور الاشتباكات
تركزت المواجهات على محاور قرى حج حسين، السعيدين، عطشانة، علوش، والمصطاحة، مما أدى إلى حالة من التوتر والخوف بين السكان المحليين الذين يخشون تصاعد حدة القتال، وتبادل الطرفان استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بالإضافة إلى الطائرات المسيّرة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، وأسفرت المواجهات عن تدمير عدد من العربات العسكرية التابعة لفصائل “الجيش الوطني”. وحتى الآن، لم تسفر المعارك عن أي تغيير في خارطة السيطرة، فيما تستمر التحركات الميدانية وسط ترقب لمآلات التصعيد.
الخسائر البشرية والمادية
وفقًا لمصادر ميدانية، ارتفعت حصيلة قتلى قوات سوريا الديمقراطية إلى 12، فيما بلغ عدد قتلى عناصر “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا 50، في حصيلة غير نهائية، كما أصيب 8 عناصر من “قسد”، بينهم حالات حرجة، نتيجة القصف والاشتباكات، وسط تقارير عن وقوع قتلى وجرحى إضافيين في صفوف الفصائل الموالية لتركيا.
الغارات الجوية التركية
استهدف الطيران الحربي التركي مواقع تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في سد تشرين ومدينة دير حافر جنوب شرقي مدينة منبج بعدة ضربات جوية، كما قصفت المدفعية التركية بلدة أبو راسين وريف تل تمر شمال غربي الحسكة، دون تسجيل خسائر بشرية في تلك المناطق.
استهداف بالطائرات المسيّرة
في سياق متصل، استهدفت طائرة مسيّرة تركية موقعًا عسكريًا لقوات سوريا الديمقراطية في قرية بوجاق جنوب بلدة صرين بريف عين العرب (كوباني)، وأسفر الهجوم عن إصابة عنصرين من قوى الأمن الداخلي (“الأسايش”) المكلفين بحراسة بلدية بلدة حرية، إثر استهداف مبنى البلدية في ريف الطبقة غرب مدينة الرقة.
مخاوف محلية
يعيش السكان المحليون في حالة من القلق نتيجة تزايد حدة الاشتباكات والغارات الجوية، ومع استمرار التصعيد، تتضاعف المخاوف من وقوع خسائر إضافية في الأرواح والممتلكات، فضلًا عن تداعيات إنسانية خطيرة قد تترتب على النزاع المستمر.