استمرار الخروقات الاسرائيلية في الجنوب اللبناني

رامي عازار

2025.01.04 - 08:07
Facebook Share
طباعة

 تواصل "إسرائيل" سياساتها العدوانية في الجنوب اللبناني من خلال تدمير القرى الحدودية وتفجير المنازل، مما يعيق تنفيذ الانسحاب المقرر وفق اتفاقية وقف الأعمال العدائية. بينما تلقى الجيش اللبناني إشادة من رئيس لجنة مراقبة وقف النار، الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، على أدائه الحرفي والتفاني في أداء مهامه.


في جولة ميدانية شملت مناطق جنوب الليطاني، رافق الجنرال جيفرز قائد اللواء السابع في الجيش اللبناني العميد الركن طوني فارس وعدداً من الضباط، وكانت بلدة الخيام من أبرز المناطق التي شملتها الجولة، وفقًا لبيان السفارة الأميركية، تعد الخيام أول منطقة حدودية تنتقل بالكامل إلى السيطرة اللبنانية منذ توقيع اتفاقية وقف الأعمال العدائية في 27 نوفمبر 2024.


جهود الجيش اللبناني
أشار الجنرال جيفرز إلى أن الجيش اللبناني يعمل على مدار الساعة لضمان عودة آمنة للمدنيين إلى منازلهم، حيث أزال أكثر من 9800 قطعة من الذخائر المتفجرة في أكثر من 80 موقعًا، تأتي هذه الجهود قبيل اجتماع مرتقب للجنة الإشراف على وقف إطلاق النار في الناقورة، المتوقع عقده برئاسة الوسيط الأميركي آموس هوكستين.


العراقيل الإسرائيلية
رغم جاهزية الجيش اللبناني لإعادة الانتشار في المناطق التي انسحبت منها قواته سابقًا، أبلغ الجنرال جيفرز الجانب اللبناني بضرورة منح إسرائيل "وقتًا إضافيًا" لاستكمال أهدافها الميدانية، هذا التباطؤ أثار استياء القيادة اللبنانية التي طالبت بانسحاب فوري لقوات الاحتلال من البلدات التي تم تطهيرها من الذخائر.


وفقًا لمصادر مطلعة، تسعى "إسرائيل" إلى فرض قواعد اشتباك جديدة وتمديد مهلة الستين يومًا إلى تسعين يومًا وربما حتى أبريل المقبل، يُظهر هذا التعنت الإسرائيلي نية واضحة لتعزيز سيطرتها الميدانية، مما يعقد تنفيذ اتفاقيات وقف النار ويثير مخاوف القيادة اللبنانية.


تحركات ميدانية
في موازاة ذلك، تستعد وحدات الجيش اللبناني لإعادة التمركز في مراكزها السابقة ضمن خطة انتشار تشمل بلدات عيترون وبنت جبيل وعيتا الشعب ورميش، لكن الاعتداءات الإسرائيلية ما زالت مستمرة، حيث شهدت الأيام الماضية توغلات جديدة في دير ميماس وبني حيان وحولا، إضافة إلى قصف مدفعي طال أطراف هذه المناطق.


المواقف الدولية والمحلية
خفضت التصريحات الأخيرة لرئيس لجنة الإشراف الجنرال جيفرز مستوى المخاوف من تصعيد أمني قد يعرقل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقررة في 9 يناير، وأكدت مصادر نيابية أن "إسرائيل" ستنسحب بحلول نهاية الهدنة الحالية، مشيرة إلى أن اللجنة ستواكب هذا الانسحاب لضمان تنفيذه بشكل كامل.


زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى لبنان تعكس اهتمامًا دوليًا بتثبيت وقف النار وتسهيل الاستحقاقات السياسية، بينما يُظهر حـ.ـزب الله ضبطًا للنفس لتجنب مواجهة عسكرية تُفشل الاتفاق.


الخلاصة
تواجه الجهود اللبنانية لاستعادة السيطرة الكاملة على الجنوب تحديات كبيرة بفعل المماطلة الإسرائيلية والدعم الأميركي لانتهاكات الاحتلال، ومع ذلك، فإن التمسك بالاتفاقيات الدولية والتنسيق مع الجهات المعنية يمثلان فرصة حقيقية لتحقيق الاستقرار وتعزيز سيادة الدولة اللبنانية في هذه المنطقة الحساسة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 10