أعلن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، عن بدء جولة دبلوماسية شاملة تشمل قطر، الإمارات، والأردن، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الإقليمية وتوطيد التعاون المشترك، وتأتي هذه الزيارات في إطار التحركات الدبلوماسية المكثفة للإدارة السورية الجديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وفي منشور على منصة "إكس"، قال الشيباني: "سأمثل بلدي سوريا هذا الأسبوع في زيارات رسمية إلى الأشقاء في قطر والإمارات والأردن، ونتطلّع إلى أن تساهم هذه الزيارات بدعم الاستقرار والأمن، تعزيز الانتعاش الاقتصادي، وبناء شراكات متميزة."
زيارات وتحركات إقليمية
في وقت سابق، قاد الشيباني وفدًا رفيع المستوى إلى السعودية، في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه، وشملت الزيارة لقاءات مع مسؤولين سعوديين، بمن فيهم وزير الخارجية فيصل بن فرحان، وناقش الطرفان قضايا التعاون الإقليمي وإعادة بناء سوريا، حيث أكد الوفد السوري التزامه بتأسيس حكومة تقوم على التشاركية والكفاءة وتضم جميع مكونات المجتمع السوري.
تطورات العلاقات مع الأردن
قبل إعلان الجولة، أجرى الشيباني اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، حيث اتفقا على زيارة وفد سوري إلى الأردن لبحث مجالات التعاون بين البلدين، وتركزت المناقشات على قضايا الأمن، الطاقة، المياه، التجارة، والنقل، بالإضافة إلى ملفات الحدود، وأكد الصفدي دعم الأردن للشعب السوري في إعادة بناء وطنه ومؤسساته، مشددًا على ضرورة التوصل إلى عملية سياسية يقودها السوريون بأنفسهم لتحقيق الاستقرار في البلاد.
وفي 23 ديسمبر الماضي، زار الصفدي دمشق والتقى قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع، وأعرب الصفدي حينها عن التزام الأردن بدعم سوريا في مرحلة إعادة الإعمار وبناء نظام سياسي يضمن حقوق السوريين ويحفظ وحدة البلاد وأمنها.
قطر تعيد فتح سفارتها في دمشق
تشهد العلاقات السورية-القطرية تطورًا ملحوظًا، إذ أعادت قطر فتح سفارتها في دمشق بعد إغلاق دام 13 عامًا، ورفرف العلم القطري مجددًا على مبنى السفارة، في خطوة تشير إلى عودة تدريجية للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وكان وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي قد زار دمشق مؤخرًا على رأس وفد رسمي، في إطار دعم التقارب العربي مع الإدارة السورية الجديدة.
رؤية للإعمار والتنمية
تهدف الجولات الدبلوماسية لوزير الخارجية السوري إلى تعزيز مكانة سوريا كطرف فاعل في المنطقة. وخلال زيارته إلى السعودية، شدد الشيباني على أهمية إطلاق خطة تنموية شاملة تهدف إلى تحسين الواقع المعيشي والخدمي، وفتح المجال أمام الاستثمارات والشراكات الاستراتيجية.
من جانبها، أكدت الدول المستضيفة، بما فيها السعودية والأردن، دعمها للإدارة السورية الجديدة ومساهمتها في إعادة بناء سوريا، بما يضمن وحدة أراضيها واستقرارها، ويخلق مناخًا إقليميًا أكثر استقرارًا وازدهارًا.
أهمية الجولة
تعد هذه الجولة مؤشرًا واضحًا على عودة سوريا إلى الساحة الدبلوماسية العربية بعد سنوات من العزلة. وتعكس التحركات الأخيرة رغبة متزايدة لدى الدول العربية في دعم استقرار سوريا وضمان دورها الإيجابي في المنطقة، بما يتماشى مع المصالح المشتركة وتحقيق الأمن والتنمية الشاملة.