عقد قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشـــرع، اجتماعًا مع وفد من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في دمشق، حيث ركز النقاش على التنسيق العسكري بين الطرفين وآلية التعاون في القضايا المشتركة.
هذا اللقاء، الذي جرى الاثنين الماضي، يعد الأول من نوعه منذ سقوط النظام السابق، لكنه لم يتم الإعلان عنه أو التعليق عليه من قبل "القيادة العامة" في سوريا أو "قسد" عبر وسائلها الرسمية.
ووفقًا لبسام إسحاق، رئيس ممثلية "مجلس سوريا الديمقراطية" في واشنطن، فإن الاجتماعات التي عقدتها قيادة "قسد" مع الإدارة السورية الجديدة تناولت فقط الأمور العسكرية، وتهدف إلى بحث آلية التنسيق المستقبلية بين الطرفين.
إسحاق وصف اللقاء بـ"الإيجابي"، وأكد أن قادة "قسد" على تواصل مستمر مع "إدارة العمليات العسكرية" منذ دخولهم مدينة حلب أواخر تشرين الثاني 2024، بهدف تأمين المناطق الكردية وسكان المخيمات ومنطقة تل رفعت.
من جانبها، نقلت وكالة "فرانس برس" عن قيادي في "إدارة العمليات العسكرية" لم تكشف عن هويته، قوله إن الاجتماع كان تمهيديًا لوضع أساس للحوار المستقبلي بين الطرفين، مع اتفاق على مواصلة اللقاءات للتوصل إلى تفاهمات مستقبلية.
على الرغم من هذه الخطوات نحو التنسيق، كانت "إدارة العمليات العسكرية" قد اصطدمت في وقت سابق مع "قسد" في دير الزور، حيث تم توثيق استهداف عناصر "قسد" لسيارات تابعة للإدارة السورية.
كما تعيش "قسد" في الوقت الحالي ضغوطًا من الداخل والخارج، سواء من خلال مظاهرات ضدها في مدينتي الرقة والحسكة، أو عبر الهجمات العسكرية التي شنها "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا، والذي تمكن من استعادة مدينة منبج وبعض المناطق في ريف حلب.
وفي تطور لافت، أبدت "قسد" استعدادها للتفاوض مع حكومة دمشق المؤقتة، حيث أعلن قائد "قسد"، مظلوم عبدي، استعداده لتسليم مسؤولية أمن الحدود في مناطق سيطرة قواته إلى حكومة دمشق المؤقتة.
عبدي أكد في تصريحاته لصحيفة "الشرق الأوسط" في 27 كانون الأول 2024، أنه مستعد "من حيث المبدأ" لنقل المسؤولية إلى السلطات السورية الجديدة، مع الإشارة إلى وجود تنسيق ميداني مع "إدارة العمليات العسكرية" منذ بدء معركة "ردع العدوان".
وفي إطار هذه التطورات، أكد أحمد الشــــرع في تصريحات لقناة "العربية" أن وزارة الدفاع السورية ستعمل على دمج "قسد" في صفوفها.
وأوضح الشرع أنه لن يسمح بأن تصبح سوريا منصة لهجمات "حزب العمال الكردستاني" (PKK)، مشددًا على عدم السماح بتقسيم البلاد أو إنشاء نظام فيدرالي بأي شكل من الأشكال.
إجمالًا، يظل التنسيق العسكري بين "قسد" والإدارة السورية الجديدة خطوة مهمة نحو تهدئة التوترات في شمال شرق سوريا، وقد يشكل بداية لحل أزمات المنطقة، رغم التحديات العديدة التي قد تواجه هذه المفاوضات.