تحقيقات في جرائم حرب محتملة للقوات الخاصة البريطانية في سوريا

رزان الحاج

2025.01.02 - 10:27
Facebook Share
طباعة

 تواصل السلطات البريطانية التحقيق في حادثين منفصلين تورط فيهما عناصر من القوات الخاصة البريطانية في سوريا، وسط مزاعم بارتكابهم جرائم حرب.


وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، فإن تسعة عناصر من القوات الخاصة البريطانية قد يواجهون محاكمات بتهم تتعلق بجرائم حرب في سوريا، في ظل التحقيقات الجارية من قبل "هيئة الادعاء العسكري"، وهو الجهاز المعادل للادعاء العام في القوات المسلحة البريطانية.


التفاصيل وتضارب الروايات
تجري التحقيقات حول الحادثين بشكل منفصل، لكن وزارة الدفاع البريطانية لم تكشف عن أي تفاصيل دقيقة بشأن الحوادث أو إذا كانت تتعلق بحوادث فردية أو متعددة، كما لم توضح ما إذا كانت الحوادث قد وقعت في سياق العمليات العسكرية التي شاركت فيها القوات البريطانية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (د ا ع ش) في سوريا.


وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية على التزام الجنود بأعلى المعايير، مشددًا على أنه سيتم اتخاذ إجراءات تأديبية ضد أي فرد يثبت ارتكابه مخالفة لتلك المعايير، بما في ذلك الفصل من الخدمة. وفي هذا السياق، رفض المتحدث التعليق بشكل موسع على التحقيقات الجارية، معتبرًا أن الأمر غير مناسب في هذه المرحلة.


التحقيقات السابقة
في مارس من العام الماضي، كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن اعتقال خمسة عناصر من القوات الخاصة البريطانية (SAS) للاشتباه في ارتكابهم جرائم حرب خلال عمليات عسكرية في سوريا، وأشارت الصحيفة إلى أن الاعتقالات جاءت بعد رفع قضية تتهم الجنود بقتل شخص يُعتقد أنه كان ينتمي لتنظيم جهادي في سوريا، خلال عمليات تم تنفيذها قبل عامين، وبحسب الصحيفة، تم تقديم الملفات المتعلقة بالقضية إلى "هيئة النيابة العامة" البريطانية، التي من المتوقع أن تبت في الاتهامات.


وحسب التقارير، يُزعم أن الجنود استخدموا القوة المفرطة ضد المشتبه به، على الرغم من أن العناصر المتورطة في الحادثة ينفون هذه التهمة، ويؤكدون أنهم كانوا يعتقدون أن القتيل كان يشكل تهديدًا مباشرًا، في هذه الحالة، تمت عملية القتل وفقًا لما يعتقدون أنه كان ردًا على تهديد مشروع.


دور القوات الخاصة البريطانية في سوريا
على مدار العقد الماضي، شاركت المملكة المتحدة في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "د ا ع ش" في سوريا، وقدم الدعم العسكري والمادي لـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شمال شرقي سوريا، هذا الدعم تضمن أيضًا تدريب قوات الأمن العراقية، بالإضافة إلى دعم "البيشمركة" الكردية.


تتميز القوات الخاصة البريطانية بعملها السري، حيث تنفذ مهامًا في مواقع متعددة، غالبًا في أماكن لا تعترف بريطانيا رسميًا بوجودها العسكري فيها، مما يضيف طبقة من الغموض حول طبيعة عملياتها.


وعادة ما يتجنب الوزراء والمسؤولون الحكوميون التعليق على أنشطة هذه القوات، حتى بشكل غير رسمي، مما يزيد من التوترات والجدل حول دور بريطانيا في العمليات العسكرية بسوريا.


ردود الفعل والانتقادات
على الرغم من التزام الحكومة البريطانية بالصمت حول تفاصيل أنشطة القوات الخاصة، إلا أن التحقيقات الحالية أثارت تساؤلات حول مدى تطبيق المعايير الأخلاقية والقانونية في العمليات العسكرية البريطانية في سوريا.


وتبقى التساؤلات مطروحة حول كيفية تعامل بريطانيا مع هذه القضايا الحساسة، خاصة في ظل تورط عناصر من القوات الخاصة في حوادث قد تؤدي إلى محاكمات تتعلق بجرائم حرب.


مع استمرار التحقيقات، تزداد الضغوط على الحكومة البريطانية لتوضيح موقفها بشأن ممارسات قواتها الخاصة في سوريا، وتقديم الشفافية حول هذه القضايا التي قد تؤثر على سمعة المملكة المتحدة في الساحة الدولية.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7