الفصائل تمنع رتلًا عسكريًا من دخول السويداء.. ورفض شعبي لتصريحات الهجري

سامر الخطيب

2025.01.02 - 09:53
Facebook Share
طباعة

 في تطور جديد في السويداء، منعت فصائل محلية يوم الثلاثاء 31 كانون الأول، دخول رتل عسكري تابع لإدارة العمليات العسكرية إلى المدينة، مما دفع الرتل للعودة إلى دمشق. هذا الحادث يعكس استمرار التوترات بين الفصائل المحلية والحكومة السورية حول السيطرة على الأمن في المنطقة.


رفض التنسيق المسبق
وبحسب مصدر في درعا، فإن الرتل كان قد دخل إلى السويداء بعد التنسيق مع قائد "لواء أحرار جبل العرب"، سليمان عبد الباقي، ولكن فصائل أخرى في السويداء رفضت هذا التنسيق، خاصةً أن الرتل وصل في ساعة متأخرة من الليل، وهو ما أثار تساؤلات لدى الفصائل المحلية حول نوايا الرتل، وعلى إثر ذلك، تم اتخاذ قرار بمنع دخوله إلى المدينة.


مطالب بتمكين أبناء السويداء
تسعى الفصائل المحلية إلى التأكيد على ضرورة أن يكون أمن السويداء تحت إشراف أبنائها، بالتنسيق مع حكومة دمشق، لأنهم أدرى بالطبيعة العشائرية والاجتماعية في المحافظة، وأكد بشار طرابية، عضو اللجنة التنظيمية في "قيادة الانتفاضة الشعبية بالسويداء"، أن الرتل كان يهدف إلى تزويد مركز الشرطة بتجهيزات لوجستية، ولكن عدم التنسيق مع الفصائل المحلية أدى إلى هذا التصعيد.


تصريحات الشيخ حكمت الهجري
في وقت سابق، أثار الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز الشخصيات في السويداء، ردود فعل قوية بسبب تصريحاته التي أدلى بها بشأن تسليم السلاح. الهجري أكد في تصريح له:

"نحن نؤمن بالدولة ونريد سوريا دولة واحدة، ولكن بسبب المعمعة الأمنية بعد التحرير شكل شبابنا مجموعات لحماية المنطقة. كانت منطقتنا من حيث الآثار التدميرية أفضل من مناطق أخرى، فاستطعنا تجاوز المرحلة الفتنوية. فيما يتعلق بتسليم السلاح، نحن نتواصل بشكل يومي مع إدارة العمليات العسكرية واتفقنا كوننا نمر بمرحلة مفصلية تاريخية على أن تسليم السلاح مرفوض نهائيًا. سيتم التسليم عند التوافق على تركيب الدولة التي تحفظ حقوقنا كسوريين. ومن المبكر الحديث عن هذا الشأن في الوقت الراهن، ريثما يتم بناء دولة وصياغة دستور وتشكيل حكومة. حينها سنكون من أول الملتزمين بتطبيق قانون سوريا على الأرض".


لاقى تصريح الهجري ردود فعل شعبية متفاوتة، حيث أيد عدد من أبناء السويداء مواقفه، معتبرين أن الوضع الحالي لا يزال يتطلب الحفاظ على السلاح إلى حين تشكيل الدولة السورية الجديدة، في المقابل، طالب آخرون بتسليم السلاح كخطوة لضمان الأمن والاستقرار في المحافظة، مستنكرين التصريحات التي تعكس ترددًا في اتخاذ خطوة حاسمة.


التطورات الأخيرة في السويداء تبرز مدى التعقيد والتوتر الذي يعيشه الوضع الأمني في المنطقة، وبينما تسعى الفصائل المحلية للحفاظ على استقلالها في إدارة الشؤون الأمنية، تحاول حكومة دمشق فرض هيمنتها وسط مطالب شعبية بضرورة ضمان حقوق أبناء السويداء، في ظل هذه الحالة من الانقسام، تبقى السويداء على مفترق طرق، فما هي الخطوات القادمة لتحقيق الاستقرار في المنطقة؟

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 8