تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في إلحاق الدمار بكافة المناطق اللبنانية، دون تمييز بين ديانة أو طائفة، من بلدة علما الشعب إلى الضهيرة، يواجه السكان تحديات كبيرة نتيجة الهجوم الذي طال كل شيء، من المنازل إلى المعالم الدينية، حيث دُمرت الكنائس والمساجد على حد سواء.
في هذا السياق، تحدث رؤساء البلديات عن الآلام والمعاناة التي يعيشها سكان تلك المناطق نتيجة تدمير مقومات الحياة، في وقتٍ لا يزال فيه الأمل في العودة إلى الأرض ماثلاً في قلوبهم.
وأكد رئيس بلدية علما الشعب، جان غفري، أن العدوان الإسرائيلي الأخير لم يفرق بين المناطق المسيحية والإسلامية، إذ استهدف الكنائس والمساجد على حد سواء، ما يعكس طبيعة الحقد والإجرام الذي يمارسه الاحتلال.
وأضاف غفري أن بلدة علما الشعب تعرضت لدمار كبير خلال العدوان، حيث جرف الاحتلال كروم الزيتون ودمر المنازل في العديد من القرى المجاورة، مثل الضهيرة والناقورة ويارين.
وأشار غفري إلى أن أهالي علما الشعب، الذين ينتمون للطائفة المسيحية ولا يملكون أسلحة، يعانون من تدمير بلدتهم بشكل غير مسبوق مضيفًا أن الهجوم الإسرائيلي على البلدة في حرب يوليو 2006 كان أقل تأثيرًا مقارنة بالحجم الكبير للدمار الذي لحق بالبلدة هذه المرة.
وأكد غفري أن الدمار طال أيضًا البنية التحتية الأساسية مثل خزان المياه ومشروع الطاقة الشمسية، مما جعل الحياة مستحيلة في البلدة، ورغم الأضرار الفادحة، إلا أن الأهالي يرفضون الاستسلام، ويعبرون عن تمسكهم بالأرض والجذور، مؤكدين أن العودة إليها ستكون حتمية.
من جهة أخرى، وصف رئيس بلدية الضهيرة، عبدالله الغريب، الوضع في بلدتهم بالمأساوي، حيث تم تدمير جميع المنازل والمدارس والمرافق العامة، فضلاً عن تفجير المساجد والآبار الارتوازية، وأضاف أن الاحتلال قام بتدمير حقول الزيتون، التي تعتبر مصدر رزق أكثر من 95% من أهالي البلدة، وقد جرف جنود الاحتلال الأشجار وأخذوها إلى داخل الأراضي المحتلة.
الغريب أبدى قلقه البالغ من أن الاحتلال يسعى إلى إلغاء أي إمكانية للعودة إلى هذه القرى من خلال تدميرها بشكل كامل وتحويلها إلى أراضٍ غير صالحة للعيش، وأشار إلى أن الاحتلال يواصل تدمير المنازل في القرى الحدودية مثل الناقورة وشيحين ويارين، متسائلًا عن مدى جدية انسحاب إسرائيل وفقًا للاتفاقات الدولية.
على الرغم من الظروف القاسية التي يمر بها سكان المناطق الحدودية اللبنانية جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، لا يزال لديهم الأمل في العودة إلى أراضيهم، مهما كانت التضحيات، ويواصل الأهالي رفضهم للتهجير، مؤكدين تمسكهم بأرضهم وجذورهم، وأنه لا شيء يمكن أن يغير عزيمتهم في إعادة بناء ما دمره الاحتلال.