انهار مبنى الزيلع في منطقة الميناء بمدينة طرابلس، شمال لبنان، في 24 ديسمبر 2024، بعد اندلاع حريق كبير في مستودع للخرضوات في طابقه السفلي، و أدى الحادث إلى استشهاد عنصرين من فرق الإنقاذ: المتطوع الاختياري في الدفاع المدني عبد الله محمد المهتدي، والمعاون في فوج إطفاء طرابلس خليل رمزي أشقر، بالإضافة إلى إصابة 18 شخصًا، بينهم خمسة من فرق البحث والإنقاذ.
بدأت المأساة باندلاع حريق هائل في المستودع الذي يحتوي على مواد قابلة للاشتعال وقوارير غاز، مما تسبب في انفجارات قوية سُمعت في أرجاء المنطقة، وسارعت فرق الدفاع المدني وفوج الإطفاء إلى الموقع لإخماد النيران وإخلاء السكان من المبنى المؤلف من ستة طوابق، مع اشتداد الحريق، انهار المبنى بشكل مفاجئ، مما أدى إلى محاصرة عناصر الإنقاذ وبعض العاملين في المستودع تحت الأنقاض.
استمرت عمليات البحث والإنقاذ لساعات طويلة، حيث تمكنت الفرق من إنقاذ عدد من الأشخاص، بينما استمرت المحاولات للوصول إلى المفقودين، وفرض الجيش اللبناني طوقًا أمنيًا في محيط الحادثة لتنظيم عمليات الإغاثة ومنع التجمعات التي قد تعيق فرق العمل.
أثارت هذه الحادثة موجة غضب واستياء بين أهالي طرابلس، الذين ناشدوا السلطات بضرورة إجراء مسح شامل للمستودعات الموجودة أسفل الأبنية السكنية لضمان التزامها بمعايير السلامة، في هذا السياق، استنكرت بلدية الميناء "الحملة المغرضة" التي استهدفتها إثر الحادثة، مؤكدة أنها قامت بكل الإجراءات اللازمة فور وقوع الحادث وبدون أي تقصير، وأنها طلبت من سكان المبنى والأبنية المجاورة إخلاء المنازل فور اندلاع الحريق، مما ساهم في تقليل عدد الضحايا.
تعيش المنطقة حالة من الحزن والترقب، فيما تُطالب العائلات المتضررة الجهات المعنية بتأمين الإغاثة والمساعدة اللازمة لإعادة بناء حياتهم، من جهتها، أكدت بلدية الميناء أنها تواصل متابعة موضوع التعويض على المتضررين وأهالي الشهيدين، وأنها بانتظار انتهاء التحقيق القضائي ليُبنى على الشيء مقتضاه.
تسلط هذه الحادثة الضوء على أهمية الالتزام بمعايير السلامة العامة، خاصة في المباني التي تحتوي على مستودعات للمواد القابلة للاشتعال، وضرورة إجراء فحوصات دورية للتأكد من سلامة هذه المباني وتجنب وقوع كوارث مشابهة في المستقبل.