أعلن الجيش اللبناني، اليوم الثلاثاء، أنه بدأ دخول بلدة شمع في قضاء صور جنوبي لبنان، لتكون بذلك ثاني بلدة يتم الانسحاب منها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من بلدة الخيام في قضاء مرجعيون، و يأتي هذا التطور تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخراً.
في بيان رسمي، أكد الجيش اللبناني أن وحداته تمركزت في محيط بلدة شمع بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، مشيراً إلى أن الدخول إلى البلدة بدأ "بالتزامن مع انسحاب العدو الإسرائيلي منها". وأضاف البيان أن هذه العملية تأتي نتيجة المباحثات والاتصالات التي أجرتها اللجنة الخماسية التي تشرف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار الجيش اللبناني إلى أن عملية الانتشار ستستمر في المرحلة المقبلة، حيث ستقوم الوحدات المختصة بإجراء مسح هندسي للبلدة بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة، كما دعا الجيش المواطنين إلى ضرورة الابتعاد عن المنطقة واتباع التعليمات الصادرة من الوحدات العسكرية، إلى حين انتهاء عملية الانتشار والتأكد من الأوضاع الأمنية.
وتقع بلدة شمع على بعد نحو 6 كيلومترات من الحدود مع فلسطين المحتلة، وهي ثاني بلدة ينسحب منها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد بلدة الخيام التي انسحب منها في 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وتعتبر هذه الانسحابات جزءاً من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في إطار جهود دولية لتهدئة الوضع على الحدود.
إصابة مواطن لبناني برصاص الجيش الإسرائيلي
وفي تطور آخر، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان بإصابة مواطن لبناني جراء إطلاق رصاص من جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب البلاد، وقالت الوكالة إن المواطن أصيب بطلق ناري في كتفه أثناء تفقده ماشيته في مزرعته جنوب بلدة رميش، مشيرة إلى أن حالته الصحية مستقرة، ويأتي هذا الحادث في وقت حساس، حيث يشهد الجنوب اللبناني توتراً مستمراً رغم اتفاق وقف إطلاق النار.
"إسرائيل" تراقب التطورات
من ناحية أخرى، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مصادر عسكرية إسرائيلية أن قرار تمديد الوجود الإسرائيلي في لبنان بعد وقف إطلاق النار هو "قرار سياسي" يتخذ بناء على الاعتبارات الاستراتيجية. وأشارت المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي مستعد "لكل الاحتمالات"، موضحة أن الحفاظ على المواقع الإستراتيجية في الأراضي اللبنانية يعتبر أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لـ"إسرائيل" في إطار الدفاع عن حدودها.
وأضافت المصادر نفسها أن "الجيش" الإسرائيلي يواصل مراقبة الامتثال لاتفاق وقف إطلاق النار عبر الوسطاء الأميركيين، مشيرة إلى أن الجيش اللبناني قد يواجه "تحديات كبيرة" في تلبية متطلبات نشر قواته في الوقت المحدد، ويؤكد هذا التصريح أن الجهود المستمرة لضمان استقرار الحدود بين البلدين تظل عرضة للتحديات على الأرض، في ظل استمرار المراقبة المتبادلة.
الهدنة الهشة بين لبنان و"إسرائيل"
منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار بين لبنان و"إسرائيل" بعد سلسلة من المواجهات العسكرية بدأت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إثر قصف متبادل بين حـ.ـزب الله وجيش الاحتلال، وتطورت تلك المواجهات لاحقاً إلى حرب واسعة النطاق في سبتمبر/أيلول 2024، حيث أسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في كلا البلدين، في أعقاب ذلك، توصلت الأطراف إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في محاولة لتهدئة الأوضاع، إلا أن الوضع على الأرض يظل هشاً، وسط استمرار الاشتباكات الصغيرة والإصابات المتفرقة.
يُذكر أن العديد من الأطراف الدولية تسعى لإيجاد حل دائم لهذا الصراع، وتؤكد أهمية ضمان الاستقرار على الحدود الجنوبية للبنان.