اندلعت اشتباكات عنيفة فجر اليوم على محور أبو قلقل بريف حلب الشرقي، إثر عملية تسلل نفذتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى مواقع الفصائل الموالية لتركيا في المنطقة، وتمكنت "قسد" من التقدم والسيطرة مؤقتاً على قرية شاش البوبنا، ما أسفر عن اندلاع معارك عنيفة في المنطقة.
في رد فعل سريع، شنت القوات التركية قصفاً مدفعياً مكثفاً استهدف مواقع في قرية بير حسو ومنطقة المجبل قرب جسر قرقوزاق، ما أدى إلى تدمير بعض المواقع العسكرية وإحداث حالة من الذعر بين السكان المحليين.
يأتي هذا التصعيد في سياق المواجهات المستمرة التي تشهدها منطقة ريف حلب الشرقي بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل المدعومة من تركيا، وتتركز الاشتباكات على محوري سد تشرين وجسر قرقوزاق، حيث يتم استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مع تبادل كثيف للقصف الصاروخي والمدفعي بين الطرفين.
كما تكثف الطائرات المسيّرة التركية من ضرباتها الجوية في مناطق ريفي حلب والرقة، مستهدفة مواقع عسكرية وأهدافًا مدنية بما في ذلك المنشآت الحيوية والمراكز الخدمية، هذه الضربات تزيد من معاناة المدنيين في المنطقة، حيث تزداد ظروفهم قسوة بسبب القصف المستمر والشتاء القارص، مما دفع الآلاف إلى النزوح بحثاً عن مناطق أكثر أمانًا.
ومنذ 20 يومًا، تواصل الاشتباكات العنيفة بين "قسد" والفصائل الموالية لتركيا، وأسفرت عن سقوط 179 ضحية من المدنيين والعسكريين، وتوزعت الخسائر بين 25 مدنيًا، بينهم 5 سيدات وطفلان، و114 عنصرًا من الفصائل الموالية لتركيا، و40 من قوات "قسد" وعناصرها المسلحة، في عمليات استهداف بالمدفعية والطائرات المسيرة.
وفي وقت لاحق، قصفت "قسد" بلدة أبو قلقل ومحيط قرية شاش البوبنا بالمدفعية الثقيلة، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، كما شنت "قسد" عملية تسلل على المواقع التي تم قصفها، ما أسفر عن استمرار المعارك حتى اللحظة دون ورود معلومات عن الخسائر البشرية أو حجم الأضرار المادية.
وفي سياق متصل، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات "قسد" وفصائل "الجيش الوطني" إثر تسلل مجموعة من عناصر "قسد" إلى الأحياء الشرقية لمدينة منبج، أسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل 8 عناصر من "الجيش الوطني"، حيث تم نقلهم إلى مشفى بركل في المدينة، كما شهد محور سد تشرين قصفًا مدفعيًا متبادلًا واشتباكات عنيفة بعد محاولة تسلل للفصائل إلى قرية السعيدين، مما أسفر عن سقوط 3 قتلى وعدد من الجرحى.
إن هذا التصعيد العسكري المستمر يعكس تعقيد الوضع في المنطقة ويزيد من معاناة المدنيين الذين أصبحوا يدفعون ثمن هذه الاشتباكات اليومية.