في الأسبوع الماضي، شهدت الأسواق المالية في لبنان تحركات ملحوظة مع ارتفاع أسعار أسهم شركة سوليدير واليوروبوند، هذا الارتفاع لم يكن عفويًا، بل جاء في سياق أحداث سياسية كبيرة، وهو اقتراب موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، ويعكس هذا الارتفاع في الأسهم توقعات وتفاؤلات حول التغيرات السياسية القادمة والتأثيرات التي قد تجلبها على الاقتصاد اللبناني.
شركة سوليدير، التي تعتبر من أكبر الشركات العقارية في الشرق الأوسط ومسؤولة عن تطوير وإعمار منطقة وسط بيروت، شهدت أسهمها ارتفاعًا ملحوظًا، ويمكن أن يكون هذا الارتفاع نتيجة لتوقعات بأن الرئيس الجديد قد يجلب إصلاحات اقتصادية وسياسية تلعب دورًا في تعزيز الاستثمارات العقارية وبالتالي رفع قيمة الأسهم، كما أن التوقعات حول تحسينات في البنية التحتية والاستقرار الأمني يمكن أن تجعل منطقة وسط بيروت مجددًا جاذبة للاستثمارات الدولية.
من ناحية أخرى، يعكس ارتفاع أسهم اليوروبوند على نحو واضح الاهتمام المتزايد بالسوق اللبنانية من قبل المستثمرين الأجانب.
اليوروبوند هي سندات دين تصدرها حكومة لبنان في العملات الأجنبية، وتُعتبر آلية لجذب رؤوس أموال خارجية، وارتفاع قيمة هذه الأسهم قد ينبع من التوقعات حول تحسن في السياسة الاقتصادية اللبنانية مع تولي الرئيس الجديد، أو ربما توقعات بحلول للأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد منذ سنوات.
ومع ذلك، يجب مراعاة أن هذه الأسواق تتأثر كثيرًا بالتوقعات والشائعات، وليس فقط بالحقائق الملموسة، ويمكن أن تكون التغييرات السياسية ثنائية الحدين؛ فقد تحقق الاستقرار وتعزيز الاقتصاد أو تعمق الأزمة إذا لم تكن الإصلاحات فعالة أو إذا تسببت في استقطاب أكبر.