العراق: القبض على متورط في جريمة سبايكر في عملية نوعية

نوفل الياسري

2024.12.30 - 09:43
Facebook Share
طباعة

 في خطوة هامة على طريق تحقيق العدالة، أعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق عن نجاح جهاز المخابرات الوطني العراقي في القبض على أحد المتورطين في "جريمة سبايكر" الشهيرة، التي ارتكبها تنظيم "د ا ع ش" في 2014.


وأكدت الخلية في بيان رسمي أنه تم إلقاء القبض على المتهم بناءً على عملية نوعية استهدفت اعتقال الإرهابي خارج الحدود العراقية، وهو ما يعكس الجهود المستمرة التي تبذلها الأجهزة الأمنية العراقية لتعقب المتورطين في الجرائم الكبرى، وتقديمهم للعدالة.


وجاء في البيان أن "العملية تمت بتنسيق استخباري رفيع المستوى وبإشراف مباشر من قيادة العمليات المشتركة"، مشيرًا إلى أن هذا النجاح جاء بعد متابعة دقيقة ومثابرة من قبل جهاز المخابرات العراقي.


هذه العملية تمثل تطورًا مهمًا في حرب العراق ضد تنظيم "داعش"، وتؤكد استمرار جهود الدولة العراقية في ملاحقة الإرهابيين المرتبطين بتلك الحقبة المظلمة من تاريخ البلاد.


وتعد "جريمة سبايكر" واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبها تنظيم "د ا ع ش" في العراق، وتعود إلى 12 يونيو 2014، ففي ذلك اليوم، اقتحم عناصر التنظيم قاعدة "سبايكر" العسكرية قرب تكريت في محافظة صلاح الدين، حيث كان مئات من طلاب كلية القوة الجوية من القوات العراقية يتدربون هناك، و تم اقتياد هؤلاء الطلاب، الذين بلغ عددهم نحو 1700 طالب، إلى موقع القصور الرئاسية المطلّة على نهر دجلة، ثم قام مسلحون من تنظيم "د ا ع ش" بإعدامهم بدم بارد، حيث أطلقوا النار عليهم بوحشية، قبل أن يلقوا بجثثهم في نهر دجلة.


الضحايا كانوا غالبيتهم من الطائفة الشيعية، وقد أحدثت هذه المذبحة صدمة هائلة في المجتمع العراقي والعالم العربي، وكانت صورة المجزرة بمثابة رمز قاسي للوحشية التي مارسها تنظيم "د ا ع ش" ضد المدنيين، خاصة أنها شملت فئة من الشباب الذين كانوا يتدربون لخدمة وطنهم في قوات الجيش العراقي، وتعد هذه الجريمة واحدة من أبشع المجازر التي شهدتها العراق في ظل انتشار تنظيم "د ا ع ش" وتغوله في الأراضي العراقية.


منذ وقوع الجريمة، كانت هناك دعوات مستمرة من أجل محاكمة المسؤولين عن هذه المذبحة البشعة، وقد اتخذت الحكومة العراقية وعدد من الجهات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، إجراءات لتعقب المتورطين في هذه الجريمة وإجراء محاكمات عادلة لهم، كما تم إنشاء العديد من الندوات والفعاليات في العراق لتكريم ضحايا "جريمة سبايكر" وتذكير الأجيال الجديدة بما حدث في تلك الفترة المظلمة من تاريخ البلاد.


وقد كانت هذه الجريمة واحدة من أبرز المحفزات التي دفعت العديد من الشباب العراقيين للانخراط في المقاومة ضد "د ا ع ش" والانضمام إلى القوات الأمنية المختلفة، معبّرين عن إرادتهم في إيقاف هذا التنظيم الإرهابي الذي قتل الآلاف ودمّر مدنًا بأكملها، كما أن "جريمة سبايكر" ساعدت في توحيد العراقيين حول ضرورة محاربة الإرهاب والعمل على تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد.


إن اعتقال أحد المتورطين في "جريمة سبايكر" هو إنجاز هام في المسار الطويل لتحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم، وتمثل هذه العملية النوعية خطوة كبيرة نحو ضمان محاسبة جميع المتورطين في هذه المجزرة، بما في ذلك القادة العسكريين في تنظيم "د ا ع ش" الذين كانوا وراء تنفيذ هذه الجريمة الوحشية، وتعكس ملاحقة هؤلاء المتهمين، خاصة أولئك الذين يختبئون خارج العراق، التزام الحكومة العراقية بتقديم الإرهابيين للعدالة، بغض النظر عن مكان وجودهم.


ومع استمرار هذه العمليات الأمنية، يتطلع العراقيون إلى رؤية المزيد من المعتقلين والمتورطين في الجرائم الكبرى التي ارتكبها تنظيم "د ا ع ش" يتم تقديمهم إلى العدالة، وذلك لضمان عدم إفلاتهم من العقاب.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 7