في ظل تصاعد التوترات الأمنية على الحدود اللبنانية السورية، عاد جمال زينية، المعروف بلقب "أبو مالك التلة"، القيادي السابق في تنظيم "هيئة تحـ.ـرير الشـ.ـام" (جبـ.ـهة النـ.ـصــ.ـرة سابقًا)، لدعوة مسلحي التنظيم إلى إعادة الانتشار على الحدود اللبنانية.
هذه الدعوة، التي تأتي في وقت حساس، تكشف عن استمرار محاولات الجماعات المسلحة لزيادة نفوذها في المنطقة، وسط تحذيرات من تصاعد العمليات العسكرية.
يُعتبر أبو مالك التلة من أبرز القيادات العسكرية لتنظيم "النـ.ـصـ.ـرة" في منطقة القلمون، وكان له دور رئيسي في قيادة العمليات العسكرية ضد الجيش اللبناني في الجرود. وكان له دور محوري في تنفيذ عمليات اختطاف وقتل عدد من العسكريين اللبنانيين خلال معركة في جرود عرسال عام 2017، ما أثار غضبًا واسعًا في لبنان وأدى إلى اتخاذ الحكومة اللبنانية خطوات حاسمة ضد الجماعات المسلحة في المنطقة. الحادثة كانت نقطة تحول في العلاقة بين الجماعات المسلحة والجيش اللبناني، حيث دفع الهجوم القوات اللبنانية لتنفيذ عملية "فجر الجرود"، التي أسفرت عن القضاء على العديد من المتشددين في المنطقة.
وبعد تلك المعركة، تم ترحيل أبو مالك التلة وعدد من قادة التنظيم إلى إدلب في شمال سوريا، في إطار اتفاقات تفاوضية، حيث جرى نقلهم عبر ما سُمي بـ "الباصات الخضراء"، هذه العملية أثارت العديد من التساؤلات حول الأبعاد السياسية لهذه الترتيبات، خاصة في ظل الأوضاع المعقدة في سوريا ولبنان.
اليوم، وفي ظل الضغط الأمني المتزايد على الحدود اللبنانية، يعيد أبو مالك التلة طرح فكرة تعزيز وجود مسلحي "النـ.ـصـ.ـرة" على الحدود. وهي خطوة يراها محللون لبنانيون أنها تعكس محاولاته للاستفادة من التوترات الحالية في المنطقة لتعزيز نفوذه في القلمون وفي محيط الحدود اللبنانية، كما تعكس هذه الدعوة التحديات الأمنية المستمرة التي تواجهها السلطات اللبنانية في مكافحة "الجماعات المتطرفة" وضمان استقرار المنطقة.
في هذا السياق، يرى لبنانيون أن لبنان أمام تحدي كبير في مواجهة هذه الجماعات المسلحة التي تستغل الفراغات الأمنية والظروف الإقليمية المعقدة لتحقيق أهدافها، ان استمرار وجود هذه الجماعات بالقرب من الحدود يهدد بتصاعد الاشتباكات والعمليات العسكرية، مما يضع المزيد من الضغط على الحكومة اللبنانية وقواتها الأمنية للتعامل مع هذه التهديدات.