ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيعرض على رئيس أركان الجيش، هرتسي هليفي، نتائج التحقيقات المتعلقة بكمين جنوب لبنان الذي أسفر عن مقتل الباحث التوراتي زئيف إرليخ، والجندي غور كاهتي، بالإضافة إلى إصابة ضابطين، أحدهما قائد أركان لواء جولاني، يوآف ياروم.
تُجري التحقيقات ضمن ثلاثة مسارات رئيسية تشمل التحقيق الميداني بقيادة قائد منطقة الشمال، ومراجعات لجنة خاصة برئاسة موتي باروخ، إضافة إلى تحقيق من وحدة التحقيقات العسكرية، اذ يُركز التحقيق الأساسي، الذي سيُعرض على رئيس الأركان، على مراجعة شاملة للأحداث وظروف الكمين.
وفقًا للتحقيقات، لم تكن هذه المرة الأولى التي يدخل فيها زئيف إرليخ إلى الأراضي اللبنانية، فقد سبق له الدخول إلى منطقة مارون الراس لأغراض تتعلق ببحثه التاريخي والتوراتي، ومع ذلك، دخوله الأخير تم بناءً على موافقة العقيد يوآف ياروم، قائد أركان لواء جولاني، بالرغم من أن الإجراءات الرسمية تتطلب موافقة ضابط برتبة "لواء"، ما أثار تساؤلات حول التزام الجيش بالأنظمة والإجراءات.
وأظهرت التحقيقات أن إرليخ دخل المنطقة دون علم بقية الضباط المعنيين، وأفاد المقدم تال ترجمان، قائد كتيبة 13، بأنه علم بوجود إرليخ فقط بعد مقتله.
العقيد يوآف ياروم برر قراره بالسماح لإرليخ بالدخول بناءً على "ضرورة عملياتية"، وأوضح أن الهدف كان الاستفادة من خبرته في تحليل بنية القلعة المستهدفة في المنطقة، خاصة بعد وقوع اشتباكات سابقة هناك.
لكن الحادثة كشفت عن إخفاقات خطيرة في التخطيط والتنفيذ، منها إرسال قوة صغيرة دون توفير حماية أو تغطية استخباراتية كافية، وعدم تمشيط المنطقة بشكل كامل قبل دخول القوة، بالإضافة إلى تجاوز الإجراءات الأمنية فيما يخص دخول المدنيين إلى مناطق القتال.
الحادثة أثارت انتقادات داخل "الجيش" وخارجه حول كيفية إدارة العمليات في مناطق حساسة كجنوب لبنان، ومن المتوقع أن تسفر نتائج التحقيق عن تغييرات في القيادات والإجراءات الأمنية لتجنب تكرار مثل هذه الأخطاء مستقبلاً.
يذكر أن زئيف إرليخ هو باحث توراتي إسرائيلي متخصص في دراسة الآثار والتاريخ المرتبط بالمواقع التوراتية والأرض التي يُعتقد أن لها أهمية دينية وتاريخية وفقًا للنصوص اليهودية، و يُعرف بإجراء أبحاث ميدانية مكثفة، بما في ذلك رحلاته إلى مناطق تحمل رمزية دينية أو أثرية، مثل جنوب لبنان.
إرليخ كان يُركز على استخدام معرفته في تحليل المواقع الأثرية لفهم النصوص التوراتية وربطها بالجغرافيا الواقعية، وفقًا للتحقيقات المرتبطة بكمين جنوب لبنان، كان دخوله إلى المنطقة في إطار هذه الأبحاث.