"خارج نطاق القانون" .. انتهاكات ضد معتقلين من النظام السوري السابق

رزان الحاج

2024.12.28 - 09:15
Facebook Share
طباعة

 في الساعات الأخيرة، انتشرت تسجيلات مصورة تظهر ارتكاب انتهاكات بحق أشخاص تم اعتقالهم من قبل عناصر "إدارة العمليات العسكرية" بتهم تشمل المشاركة في انتهاكات ضد الشعب السوري، والمعتقلين، إضافة إلى تهم "التشبيح".


التسجيلات التي تم الاطلاع عليها تظهر تعرض المعتقلين للتعذيب والإهانة، مع اعتداءات لفظية وجسدية، دون اتباع الإجراءات القانونية المعتادة أو إجراء محاكمات عادلة، هذا يتناقض مع التصريحات الأخيرة لأحمد الشرع، الذي أكد عند دخوله دمشق أن "الفتح لا ثأر فيه"، وهي تصريحات كانت تُعتبر بمثابة توجيه نحو بناء دولة تحترم الحقوق، إلا أن هذه الوقائع تظهر عكس ذلك.


في وقت سابق، كانت السلطات السورية الجديدة تبرر الانتهاكات الفردية باعتبارها حالات استثنائية، لكن تلك الحالات تكاثرت في الأيام الأخيرة، وتم تداول تسجيلات تظهر إجبار المعتقلين على النباح والزحف في الشوارع، إضافة إلى مشاهد يظهر فيها أشخاص يحملون علم الثورة السورية.


التسجيلات المصورة تزامنت مع حملة أمنية موسعة في مناطق الساحل السوري، والتي شملت مدن حمص وريف حماة، وذلك للقبض على ما يُسمون بـ "فلول النظام السابق"، هذه الحملة أحدثت جدلاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعرب البعض عن تأييدهم للانتهاكات في حق هؤلاء المتهمين، بينما رفض آخرون هذه الممارسات معتبرين إياها انتهاكًا للعدالة.


من جانبه، قال المحامي السوري غزوان قرنفل إن هذه التصرفات تمثل إساءة واضحة لاستعمال السلطة، وإنه حتى لو ثبت تورط هؤلاء الأشخاص في جرائم، فمن حقهم محاكمة عادلة دون تعرضهم للتعذيب أو الإهانة، وأكد قرنفل أن الدولة يجب أن تلتزم بالقانون وتجنب استخدام السلطة لتجاوز حقوق المتهمين.


في السياق ذاته، وصف محمد العبد الله، مدير "المركز السوري للعدالة والمساءلة"، هذه التصرفات بـ"التشبيح الثوري"، مشيرًا إلى أن هذه الأعمال هي النسخة الثورية من سلوكيات "الشبيحة" في النظام السابق، حيث يتم الهجوم على أي رأي مخالف واتهام الآخرين بالخيانة أو الإرهاب.


حتى وقت كتابة هذا التقرير، لم تقدم وزارة الداخلية السورية أي تعليق رسمي بشأن هذه الانتهاكات.


أما فيما يخص الحملة الأمنية في الساحل، فقد توسعت لتشمل مناطق مختلفة في ريف حمص وطرطوس. فقد وردت تقارير عن اشتباكات مع ما يُسمون بـ "الشبيحة" في بعض القرى جنوب طرطوس، إضافة إلى فرض حظر تجول في بعض المناطق.


في ذات السياق، أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن عناصر "إدارة العمليات العسكرية" داهموا مواقع في حماة وريف حمص الغربي، وألقي القبض على عدد من المتهمين بالضلوع في جرائم ضد المدنيين. كما وقعت اشتباكات أسفرت عن مقتل اثنين من عناصر "إدارة العمليات العسكرية" وإصابة آخرين.


وفي مواجهة هذه الأوضاع، دعا وجهاء الطائفة العلوية إلى ضبط الأمن في المناطق المتضررة، بما في ذلك سحب الأسلحة من المدنيين وفلول النظام، وفرض حظر للتجول في عدة مناطق.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 3