شهدت محاور عدة في شرق حلب مواجهات عسكرية عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وفصائل "الجيش الوطني" الموالي لتركيا، في ظل تصعيد كبير يعكس تعقيد المشهد الأمني في المنطقة.
واندلعت الاشتباكات في محيط سد تشرين، وهو موقع استراتيجي يربط بين مناطق سيطرة الطرفين، حيث يُعتبر السد شريانًا رئيسيًا لتوليد الكهرباء وتوفير المياه للمنطقة.
معارك ليلية شهدتها محاور بلدة دير حافر جنوب شرق حلب، وامتدت إلى محيط بلدة الخفسة، التي تُعد هدفًا محوريًا لقوات سوريا الديمقراطية بسبب أهميتها الجغرافية.
خلال هذه المواجهات، تمكنت قسد من السيطرة على محطة بابيري، وهي محطة ضخ مياه رئيسية تُغذي مدينة حلب، مما يمنحها ورقة ضغط استراتيجية في أي مفاوضات مستقبلية.
تعزيزات وتحشيدات عسكرية
استقدمت فصائل "الجيش الوطني" تعزيزات كبيرة إلى خطوط الاشتباك، تضم عربات مدرعة، آليات ثقيلة، ومقاتلين مدربين، بهدف استعادة التوازن في المعركة ومنع تقدم قوات قسد، وتركزت التعزيزات على مناطق التماس، خاصة في محاور الخفسة ودير حافر، حيث تزداد احتمالات اندلاع مواجهات أشد عنفًا في الأيام القادمة.
من جهتها، عززت قسد مواقعها الدفاعية ودفعت بمزيد من المقاتلين إلى محاور القتال، مع تكثيف استخدام المدفعية الثقيلة والراجمات الصاروخية.
وتشير التقارير إلى أن الطرفين يستخدمان تكتيكات عسكرية متطورة تعتمد على الاستنزاف والسيطرة على النقاط الاستراتيجية، مع تكثيف الغارات المدفعية المتبادلة التي تسببت في دمار واسع بالمناطق القريبة من خطوط التماس.
أهمية المواقع المستهدفة
سد تشرين: يمثل السيطرة على سد تشرين هدفًا استراتيجيًا للطرفين، كونه يوفر الكهرباء والمياه للعديد من المناطق، ما يجعل السيطرة عليه مفتاحًا للهيمنة على المنطقة.
بلدة الخفسة: تقع على مقربة من محطات مياه حيوية وتُعتبر نقطة تقاطع بين المناطق الشمالية والجنوبية لشرق حلب.
محطة بابيري: تُعد السيطرة عليها مكسبًا مهمًا لقسد، إذ تمنحها القدرة على التحكم في إمدادات المياه لحلب، مما يُضعف موقف الفصائل المدعومة من تركيا.
المدنيون في قلب التصعيد
وسط هذه الاشتباكات، يعاني المدنيون في المناطق المحيطة من وضع إنساني متدهور، وتشير تقارير ميدانية إلى موجات نزوح جماعية للأسر خوفًا من تصاعد العنف، كما أدى القصف المتبادل إلى إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية، بما في ذلك الطرق والمرافق الحيوية، مما يفاقم معاناة السكان ويزيد من تعقيد جهود الإغاثة.
توقعات ميدانية
يُتوقع أن تشهد المنطقة تصعيدًا إضافيًا في ظل استمرار التحشيدات العسكرية من الطرفين، ما لم تُثمر الوساطات الدولية عن تهدئة. تسعى قوات سوريا الديمقراطية إلى تثبيت مكاسبها الميدانية، بينما تعمل الفصائل الموالية لتركيا على استعادة المناطق التي فقدتها وإضعاف نفوذ قسد في المنطقة.
مخاطر التصعيد
في حال استمرار هذه المواجهات، قد تؤدي إلى تغيرات كبيرة في خريطة السيطرة شرق حلب، وربما إلى أزمة إنسانية أوسع نطاقًا، ما يستدعي تدخلًا دوليًا عاجلًا لاحتواء الموقف وتجنب المزيد من التصعيد.