أكد رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، أن لبنان ملتزم بالتعاون مع الشرطة الدولية (الإنتربول) في تنفيذ طلب اعتقال اللواء جميل الحسن، مدير المخابرات الجوية السورية السابق، الذي تتهمه السلطات الدولية بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها ميقاتي لوكالة "رويترز" بتاريخ 23 ديسمبر، حيث أشار إلى أن لبنان سيتعاون في هذا الملف ضمن إطار التزاماته تجاه النظام الدولي.
خلفية القضية
في 9 ديسمبر الجاري، وجهت المحكمة العليا في كاليفورنيا اتهامات رسمية ضد جميل الحسن، البالغ من العمر 72 عامًا، بتهم تشمل التعذيب وارتكاب جرائم حرب ضد معتقلين، بينهم مواطنون أمريكيون، خلال الثورة السورية، بالإضافة إلى ذلك، سبق أن أدانته محكمة فرنسية في مايو الماضي، إلى جانب اثنين آخرين من كبار المسؤولين السوريين، بتهم تتعلق بجرائم حرب واختفاء قسري، شملت مقتل أب فرنسي من أصل سوري وابنه.
يُتهم الحسن بالإشراف على إطلاق آلاف البراميل المتفجرة على مناطق مدنية في سوريا، ما أسفر عن مقتل آلاف المدنيين. وتشير المصادر القضائية اللبنانية إلى أن الإنتربول أصدر مذكرة توقيف دولية بحقه، تتهمه بالمشاركة في أعمال إبادة جماعية وقتل وتعذيب أثناء خدمته في نظام الأسد.
إجراءات لبنانية للتعاون
تلقت السلطات اللبنانية برقية رسمية من الإنتربول تطالب باعتقال الحسن إذا دخل الأراضي اللبنانية، وتعميم المذكرة على أجهزة الأمن العام وسلطات مراقبة الحدود لضمان القبض عليه، وأكدت مصادر قضائية لبنانية أن مكان الحسن لا يزال غير معلوم، لكن الحكومة اللبنانية تسعى لضمان التزامها بالتعاون مع النظام الدولي.
وفي السياق ذاته، شدد وزير الداخلية اللبناني، بسام مولوي، على أن السلطات اللبنانية تتابع بصرامة أي محاولات لدخول مسؤولين سابقين في النظام السوري إلى الأراضي اللبنانية بطرق غير شرعية، وأشار مولوي إلى أن الأجهزة الأمنية وضعت صور المطلوبين من النظام السوري السابق في نقاط الدخول والمعابر الحدودية، بما في ذلك مطار "رفيق الحريري الدولي" في بيروت.
اعتقالات لمسؤولين سابقين
أفاد مصدران أمنيان لوكالة "رويترز" أن السلطات اللبنانية اعتقلت نحو 30 ضابطًا سابقًا من المخابرات السورية والفرقة الرابعة في الجيش، وهم حاليًا قيد الاحتجاز لدى الشرطة اللبنانية، ويُعتقد أن هؤلاء الضباط كانوا على صلة مباشرة بعمليات القمع التي نفذها النظام السوري خلال فترة حكم الأسد.
التوتر على الحدود اللبنانية السورية
تشهد الحدود بين سوريا ولبنان نشاطًا غير شرعي مكثفًا، حيث تُستخدم المعابر غير الرسمية لتهريب البشر والبضائع وغير ذلك. ورغم وجود ستة معابر شرعية، فإن المعابر غير الشرعية تُشكّل تحديًا كبيرًا للسلطات اللبنانية، خاصة مع التغيرات السياسية في سوريا بعد انهيار نظام الأسد في 8 ديسمبر وسيطرة المعارضة المسلحة على دمشق.
انعكاسات دولية
يمثل التعاون اللبناني مع الإنتربول جزءًا من الجهود الدولية لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة خلال الصراع السوري، ويؤكد اعتقال جميل الحسن، إذا تحقق، أهمية تعزيز التعاون الدولي في ملاحقة المتهمين بجرائم الحرب وضمان تحقيق العدالة للضحايا.