التصعيد الإسرائيلي جنوب سوريا: توغلات عسكرية وتداعيات إنسانية وأمنية

رزان الحاج

2024.12.23 - 05:41
Facebook Share
طباعة

 شهدت محافظتا درعا والقنيطرة جنوب سوريا تصعيدًا إسرائيليًا ملحوظًا خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدد من القرى بحجة البحث عن السلاح وتأمين حدودها. هذا التصعيد جاء في ظل غياب واضح للجانب السوري، مما أثار استياء السكان المحليين وزاد من حدة التوتر في المنطقة.


التوغل الإسرائيلي وانتهاكات حقوق المدنيين
بحسب أحد الناشطين في المنطقة، بدأ الاحتلال الإسرائيلي توغله داخل الأراضي السورية منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، لكنه كان يقتصر سابقًا على التقدم دون تصعيد كبير، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت استهداف مظاهرة سلمية في بلدة معرية غربي درعا، ما أدى إلى إصابة أحد الشباب، يدعى ماهر الحسين، بجروح.


وأوضح الناشط أن التوغل الإسرائيلي تسبب في أضرار كبيرة للموسم الزراعي، حيث منع السكان من الوصول إلى أراضيهم عبر نقاط تفتيش أقامها الاحتلال، كما شهدت المنطقة اقتحام منازل المدنيين السوريين وتفتيشها بذريعة البحث عن أسلحة، مع تعرض البعض للإهانة والاعتداء.


نزوح السكان وتدمير الممتلكات
أجبرت الانتهاكات الإسرائيلية عشرات العائلات على النزوح إلى قرى أخرى مثل المزيريب وجلين وتل شهاب، وفي ريف القنيطرة، دُمرت ثلاثة منازل في بلدة الرفيد بواسطة الجرافات، وتم اقتلاع أشجار الزيتون في محيطها، رغم أن أصحابها من المدنيين الذين لم يشاركوا في أي نشاط مسلح.


وأشار الناشط إلى قلق السكان المتزايد بسبب غياب أي رادع للاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن لقاءات الاحتلال مع وجهاء القرى لم تؤد إلى تهدئة المخاوف بل زادت من حالة عدم الثقة.


المزاعم الإسرائيلية والرد المحلي
تدعي "إسرائيل" أن وجودها العسكري يهدف إلى القضاء على خلايا تابعة لل م ق ا و م ة، وهو ما ينفيه السكان المحليون مؤكدين أن جميع من كانوا يرتبطون بالم ق ا و م ة غادروا المنطقة بعد سقوط النظام السابق. كما أشار قيادي سابق في المعارضة إلى غياب أي دعم من إدارة العمليات العسكرية السورية، حيث لم يتم إرسال أي رتل عسكري أو ممثلين للاطلاع على الأوضاع أو تلبية مطالب السكان.


موقف الإدارة الجديدة وغياب الرد
في ظل استمرار التوغلات الإسرائيلية، لم يصدر أي تعليق رسمي من الإدارة الجديدة في الجنوب السوري، رغم المحاولات للحصول على موقف واضح، ويبدو أن الإدارة تتجاهل التوترات الأمنية والإنسانية التي يواجهها السكان في المنطقة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 5