انشقاقات في مجالس "قسد" العسكرية

سامر الخطيب

2024.12.22 - 09:25
Facebook Share
طباعة

 مع بروز سيطرة "إدارة العمليات العسكرية" في دمشق، تصاعدت الدعوات لحراك شعبي في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شمال شرقي سوريا، هذا الحراك يهدف لدعم "إدارة العمليات العسكرية" ومطالبتها بالسيطرة على كامل الأراضي السورية، بما فيها مناطق سيطرة "قسد".


رغم الحراك الشعبي، جاءت انشقاقات قادة "قسد" العسكرية بوتيرة محدودة، حيث إن مجالس عديدة تابعة لـ"قسد" كانت سابقًا ضمن فصائل "الجيش الحر" التي يبدو أنها أقرب إلى "إدارة العمليات العسكرية".


الباحث في شؤون شمال شرقي سوريا، سامر الأحمد، أوضح أن معظم هذه المجالس منزوعة القرار، بسبب سيطرة كوادر "حزب العمال الكردستاني" على قيادتها، وأضاف أن حدوث انشقاقات واسعة النطاق، كحالة مجلس منبج أو الرقة العسكري، أمر صعب نظرًا لتحكم قيادات "العمال الكردستاني" بالأمن داخل "قسد".


أحدث الانشقاقات شملت رئيس الأمن الداخلي في منطقة البصيرة بريف دير الزور، محمد الأحمد، الذي أعلن انضمامه لـ"إدارة العمليات العسكرية" في 16 ديسمبر.


وفي تسجيل مصور بتاريخ 12 ديسمبر، أعلن القيادي تركي الضاري، الملقب "أبو الليث خشام"، انشقاقه عن "قسد" بسبب ما وصفه بـ"انتهاكاتها بحق المدنيين" في دير الزور والرقة، داعيًا التحالف الدولي لوقف دعمه لـ"قسد". كما انشق قائد "مجلس البصيرة العسكري"، موسى الصلاح، معللًا ذلك بـ"قمع المظاهرات السلمية".


وتزامنت الانشقاقات مع مظاهرات شعبية مناهضة لـ"قسد" في الرقة والحسكة، مطالبة بسيطرة "إدارة العمليات العسكرية"، وردت "قسد" بإطلاق النار على المتظاهرين، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في الرقة وإصابة آخرين.


وتركزت الانشقاقات ضمن "مجلس دير الزور العسكري"، الذي شهد العام الماضي اشتباكات مع "قسد". اعتقلت الأخيرة قائده أحمد الخبيل (أبو خولة)، ما أدى إلى مواجهات استمرت نحو شهر.


إعادة هيكلة المجالس العسكرية
في أكتوبر 2023، أصدرت "الإدارة الذاتية" قرارات تضمنت إعادة هيكلة "مجلس دير الزور العسكري"، لكن التنفيذ تأخر، لتُعيّن لاحقًا أياد تركي الخبيل (أبو علي فولاذ) قائدًا جديدًا للمجلس.
وفق دراسة "مركز عمران للدراسات الاستراتيجية" لعام 2019، توجه التحالف الدولي لتشكيل مجالس عسكرية مناطقية ضمن "قسد" لتوفير هيكلية عسكرية أكثر تنظيمًا، بهدف مواجهة "د ا ع ش" والتوافق مع سياسة واشنطن.


مناطق سيطرة "قسد" وحراكها العسكري
تشمل مناطق سيطرة "قسد" أجزاء من الحسكة، الرقة، ودير الزور، وشهدت هذه المناطق توترًا مستمرًا، حيث انسحب النظام السوري من بعض المواقع لصالح "قسد"، لكن الأخيرة واجهت رفضًا شعبيًا ومحاولات للسيطرة من قبل "إدارة العمليات العسكرية".


في 11 ديسمبر، تمكنت "إدارة العمليات العسكرية" من السيطرة على جزء من دير الزور غرب نهر الفرات، ما أسفر عن تصاعد الاحتجاجات المناهضة لـ"قسد"، التي ردت باستخدام العنف لقمعها.


التحديات المستقبلية
في ظل استمرار الانشقاقات والتوترات الشعبية، تواجه "قسد" تحديات داخلية متزايدة تعرقل قدرتها على تحقيق استقرار طويل الأمد في مناطق سيطرتها.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 6