إيلون ماسك: بين الطموحات الإصلاحية وشبهة تضارب المصالح

سونيا معوض – وكالة أنباء آسيا

2024.12.22 - 09:14
Facebook Share
طباعة

 في خطوة مفاجئة، منح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب صديقه الملياردير إيلون ماسك منصباً وزارياً خاصاً خارج الحكومة، بصلاحيات واسعة تنتهي في 4 يوليو/تموز 2026، بالتزامن مع الذكرى الـ250 لاستقلال الولايات المتحدة. الهدف من هذا التفويض هو قيادة "دائرة الكفاءة الحكومية" (DOGE) بالتعاون مع الملياردير فيفيك راماسوامي، لإحداث تغييرات جذرية في المؤسسات الحكومية تشمل تقليص البيروقراطية وخفض النفقات وإعادة هيكلة الوكالات الفدرالية.


مهمة غير اعتيادية
تم تكليف الوزارة الجديدة بتقديم توصيات إصلاحية للحكومة الفدرالية بالتنسيق مع البيت الأبيض ومكتب الميزانية، في محاولة للقضاء على الهدر السنوي البالغ 6.5 تريليونات دولار، إلا أن التساؤلات تثار حول واقعية هذه المهمة، ومدى تجذر ولاء ماسك لسياسات ترامب، وسط شكوك حول وجود تضارب مصالح في منصبه الجديد.


ماسك وترامب: تحالف غير متوقع
لم يكن ماسك، الحاصل على الجنسية الأميركية في 2002، غريباً على ترامب، إذ يرتبط اسمه بشركات عالمية عملاقة مثل "تسلا" للسيارات الكهربائية و"سبيس إكس" لتقنيات الفضاء، إلى جانب منصة "إكس" (تويتر سابقاً). ومع صعود ترامب إلى الرئاسة، أصبح ماسك عنصراً محورياً في خططه، حتى وُصف بـ"العبقري الخارق" في خطاب النصر.


نطاق الدور الجديد
لم تقتصر مهام ماسك على الإشراف الإداري، إذ أفادت تقارير بلقائه ممثلين عن دول مثل إيران وإسرائيل، في مساعٍ لتخفيف التوترات وإدارة ملفات حساسة، كما يتمتع ماسك بعلاقات قوية مع الصين، حيث أقنع قادتها بالسماح لشركته بامتلاك أعمالها بالكامل داخل البلاد، وهو استثناء نادر في صناعة السيارات.


تحديات داخلية وخارجية
رغم الدعم الكبير من ترامب، يواجه ماسك تحديات مع بعض مستشاريه، مثل بوريس إبشتاين، بشأن تعيينات أساسية. داخلياً، أثار استياء موظفي الوكالات الفدرالية بسخريته العلنية منهم على منصة "إكس"، ما دفع البعض إلى حذف حساباتهم.


تضارب المصالح والهدايا التنظيمية
يرى مراقبون أن دور ماسك يفتح الباب أمام تضارب المصالح، فوفق وكالة "أسوشيتد برس"، قد تُتخذ قرارات حكومية تفيد مصالحه التجارية، مما دفع خبراء للمطالبة بفرض قيود، مثل إلزامه بالتنازل عن مصالحه التجارية أو استبعاده من القرارات ذات الصلة.


ماسك بين النرجسية والمصالح
انتقد يانيس فاروفاكيس، وزير الاقتصاد اليوناني السابق، ماسك ووصفه بالنرجسي والمصاب بجنون العظمة، مشيراً إلى ضعف سيطرته على رأس المال السحابي مقارنة بأقرانه.
فيونا هيل، المستشارة السابقة في البيت الأبيض، حذرت من أن نجاح ماسك في منصبه قد يعزز استيلاء "الأوليغارشية" على الحكومة الأميركية.


النمو السريع وثمن الولاء
بعد فوز ترامب، شهدت ثروة ماسك قفزة كبيرة، حيث بلغت 439 مليار دولار بفضل ارتفاع قيمة أسهم "تسلا" وبيع أسهم "سبيس إكس". تشير تقارير إلى أن هذا النمو ارتبط بشكل جزئي بفوز ترامب، مما يعزز التساؤلات حول المكاسب التنظيمية المنتظرة لماسك في ظل الإدارة الجديدة.


النهاية المفتوحة
بينما يرى البعض أن منصب ماسك يمثل خطوة جريئة لتغيير الإدارة الحكومية، يحذر آخرون من أن الدور قد يتحول إلى أداة لتعزيز مصالحه الشخصية، مما يطرح أسئلة جوهرية حول مستقبل العلاقات بين السلطة ورأس المال في الولايات المتحدة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 10