شهدت القرى الحدودية في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، يوم الجمعة 20 كانون الأول 2024، مظاهرة احتجاجية ضد التوسع العسكري الإسرائيلي في المنطقة، حيث تجمع العشرات من المتظاهرين في منطقة الجزيرة التي احتلتها "إسرائيل" مؤخراً، مطالبين بانسحاب قوات الاحتلال منها.
وبحسب مصدر في درعا، انطلقت المظاهرة عقب تقدم قوات الاحتلال إلى المنطقة، حيث قام المتظاهرون بالتوجه نحو الجزيرة المحتلة، وقد قابلت قوات الاحتلال هذه التظاهرات بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، ما أسفر عن إصابة أحدهم بجروح، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الجزيرة
كانت قوات الاحتلال الإسرائيلية قد احتلت هضبة الجزيرة في 10 كانون الأول 2024، وهي نقطة استراتيجية تطل على وادي الرقاد من جهة، ووادي اليرموك من جهة أخرى، كما تمتد لتشرف على القرى الحدودية من الجهة السورية وتكشف الحدود الأردنية، وتعتبر هذه المنطقة ذات أهمية كبيرة من الناحية العسكرية والجغرافية، حيث يمكن من خلالها السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي السورية والأردنية والجولان السوري المحتل.
وقد حولت "إسرائيل" الجزيرة إلى نقطة عسكرية، حيث طلبت من وجهاء المنطقة التوجه إلى هناك للتفاوض بشأن عدة مطالب، وأشار أحد وجهاء المنطقة، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إلى أن مطالب الاحتلال تركزت على سحب السلاح المنتشر في المنطقة وتسليمه لجهة رسمية داخل سوريا، وإلغاء اللباس العسكري، وتسجيل أسماء المزارعين في منطقة وادي اليرموك، كما طالبت "إسرائيل" بتوثيق أسماء الشخصيات النافذة في المنطقة للتفاوض معها حول مطالب أخرى.
التهديدات الإسرائيلية وأعمال التفتيش
وفي تصريحات أدلى بها هاني الغازي، أحد وجهاء المنطقة، أكد أن القوات الإسرائيلية لم تكتفِ بمطالبات سلمية، بل استخدمت لغة تهديد، وقال الغازي إن ضباطاً إسرائيليين في منطقة الجزيرة قد وجهوا تهديدات قاسية لوفد من بلدة كويا، حيث قالوا لهم: "احصوا عدد منازلكم وسنأتي لكم بخيام بعددها في حال لم تنفذ مطالب إسرائيل".
كما أقدمت القوات الإسرائيلية على دخول بلدة جملة غربي درعا، حيث قامت بحرق عربة عسكرية، وقامت بتفتيش السكان الذين كانوا في الشوارع، وهو ما زاد من حالة التوتر في المنطقة.
الاحتجاجات والمطالب الشعبية
وقد تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلًا مصورًا يظهر احتجاجات لمدنيين في ريف درعا الغربي، رفضوا خلالها توغل القوات الإسرائيلية في أراضيهم، مؤكدين على تمسكهم بحقوقهم في الأراضي المحتلة.
التوسع الإسرائيلي بعد سقوط الأسد
منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، سارعت "إسرائيل" إلى التوسع في خارطة السيطرة في القرى الحدودية للجولان السوري المحتل، وقد استولت القوات الإسرائيلية على قمة جبل الشيخ وبعض مناطق القنيطرة، واحتلت منطقة الجزيرة التي تعتبر هضبة مرتفعة تطل على مناطق واسعة في درعا وصولًا إلى الداخل الأردني.
هذا التوسع العسكري لم يقتصر على احتلال الأراضي، بل شمل أيضًا تهديد السكان في القرى الحدودية، حيث اقتحمت القوات الإسرائيلية العديد من المنازل، وفتشتها، وهددت السكان بشكل متكرر، وأظهرت التقارير أن الجيش الإسرائيلي طالب وجهاء من البلدات الحدودية بلقاء ضباط إسرائيليين في القاعدة العسكرية بالجزيرة، كما أطلقت عبر مكبرات الصوت تهديدات باقتحام بلدات مثل معرية، كويا، بيت أرا، جملة، وعابدين، في حال عدم التزام سكانها بمطالب إسرائيل.
تستمر الأوضاع في منطقة حوض اليرموك في التوتر، وسط تعبيرات غاضبة من قبل المدنيين في درعا الذين يرفضون التدخل الإسرائيلي في شؤون أراضيهم ومنازلهم، وهو ما يعكس حالة عدم الاستقرار في المنطقة، في ظل تحولات جيوسياسية متسارعة بعد سقوط النظام السوري.