تشهد ناحية شيخ الحديد/ شيه في ريف عفرين شمالي حلب، الخاضعة لسيطرة فصيل "العمشات" المدعوم من تركيا، موجة هروب جماعي من قبل سكان قرى أنقله وسنارة وهيكجة، حيث فرّت أكثر من 50 عائلة بسبب انتهاكات مستمرة مارسها الفصيل، تضمنت فرض إتاوات مالية باهظة وسوء المعاملة، ما جعل الحياة في المنطقة شبه مستحيلة.
تفاصيل الانتهاكات وفقاً لمصادر أهلية:
فرض فصيل "العمشات" إتاوة قدرها 1 دولار أمريكي لكل شجرة زيتون يملكها السكان المحليون، و25 دولاراً عن كل شجرة تعود ملكيتها للمهجّرين.
المهجرون الذين يسعون للعودة إلى قريتهم أرندة التابعة لناحية شيخ الحديد، يواجهون مطالبات بدفع فدى مالية ضخمة تتراوح بين 4000 و5000 دولار أمريكي عن كل سيارة مدنية.
أزمة العودة إلى القرى
العديد من العائلات العائدة لا تزال عالقة في مركز ناحية شيخ الحديد بسبب عدم قدرتها على تسديد الإتاوات المفروضة عليها، هذا الأمر دفع السكان إلى تصعيد مطالبهم، مطالبين بتوفير ممرات آمنة لنقلهم إلى مناطق أخرى مثل إدلب أو دمشق.
تدهور الوضع الإنساني
معاناة المدنيين في ناحية شيخ الحديد تتفاقم بسبب الانتهاكات المستمرة لفصيل "العمشات"، ويطالب الأهالي المجتمع الدولي بالتدخل لإنهاء الظلم الذي يتعرضون له منذ سبع سنوات، ووضع حد لحالة الاستغلال والابتزاز.
من هم "العمشات"؟
فصيل "العمشات"، المعروف رسمياً باسم "لواء سليمان شاه"، هو أحد الفصائل المسلحة المنضوية تحت مظلة الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، وتشكل هذا الفصيل خلال العملية العسكرية التركية "غصن الزيتون" عام 2018، والتي استهدفت السيطرة على منطقة عفرين.
قيادة الفصيل: يُعرف الفصيل بزعامة محمد الجاسم (أبو عمشة)، وهو شخصية مثيرة للجدل اشتهرت بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق.
الانتهاكات الموثقة: تشمل عمليات تهجير قسري، مصادرة الممتلكات، فرض إتاوات على الأهالي، إضافة إلى تورط عناصره في عمليات اعتقال تعسفي وتعذيب.
الدور الإقليمي: يُعتبر الفصيل أداة لتحقيق الأجندة التركية في المنطقة، من خلال فرض السيطرة الأمنية والعسكرية على المناطق الكردية وتهجير سكانها الأصليين.
مطالب الأهالي والمجتمع الدولي
يطالب الأهالي المتضررون بتشكيل قوافل مدنية تُتيح لهم الانتقال إلى مناطق أكثر أماناً، بعيداً عن سيطرة "العمشات".
دعوات للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية للتدخل، وفرض رقابة على الممارسات غير القانونية التي تنتهك حقوق الإنسان في المنطقة.
تُجسد الانتهاكات المستمرة لفصيل "العمشات" واقعاً مؤلماً لأهالي عفرين، الذين أصبحوا عالقين بين ويلات الحرب والاضطهاد المستمر، ومع غياب التدخل الدولي الفعّال، يظل مصير المدنيين مهدداً بالتشريد أو الخضوع للابتزاز، ان آمال السكان معلقة على استجابة سريعة تنهي سنوات من المعاناة وتعيد إليهم حقوقهم المسلوبة.