تسلل إسرائيلي خطير إلى الأراضي اللبنانية يثير جدلاً واسعاً

رامي عازار

2024.12.19 - 10:59
Facebook Share
طباعة

 اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي لأول مرة يوم أمس الأربعاء، بتسلل مجموعة من الإسرائيليين اليمينيين المؤيدين للاستيطان إلى الأراضي اللبنانية في منطقة مارون الراس، حيث تجاوزوا الخط الأزرق الحدودي الفاصل، حيث أقام المتسللون خياماً ورفعوا لافتات تحمل عبارة "لبنان لنا"، في خطوة أثارت قلقاً على المستويين العسكري والسياسي، ووصفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ"الخطيرة".


التفاصيل الكاملة للحادث
وفقاً لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبرت المجموعة الحدود دون تنسيق مسبق مع السلطات، ما يعد انتهاكاً واضحاً لسيادة لبنان ويشكل تهديداً للأمن الإقليمي، وتنتمي هذه المجموعة إلى جمعية "عوري هتسفون"، وهي منظمة يمينية تدعو إلى تعزيز الاستيطان الإسرائيلي جنوبي لبنان.
وكانت الجمعية قد أعلنت في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري عن إقامة نقطة استيطانية قرب بلدة مارون الراس اللبنانية، لكن جيش الاحتلال نفى حينها صحة هذه الادعاءات.


جيش الاحتلال يعترف بتجاوز الخط الأزرق
في بيان رسمي صدر أمس، أقر جيش الاحتلال بأن المتسللين تجاوزوا بضعة أمتار داخل الأراضي اللبنانية ونصبوا خياماً قبل أن تتم إزالتها من قبل القوات الإسرائيلية. ووصف المتحدث باسم "الجيش" الحادث بأنه "خطير"، مؤكداً أن أي تجاوز للحدود دون تنسيق مسبق يعرض حياة المتسللين للخطر ويؤثر على قدرة "الجيش" في حماية الحدود.

وأضاف البيان أن التحقيق جارٍ لتحديد الملابسات وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، كما أشار إلى إجراءات جديدة لتعزيز أمن الحدود، بما في ذلك سد الفجوات في السياج الفاصل.

 

 

التوترات الحدودية المستمرة
يأتي هذا التسلل في وقت تعيش فيه المنطقة الحدودية بين لبنان والأراضي المحتلة حالة من التوتر المستمر. منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشهد المنطقة تبادلاً للقصف بين "إسرائيل" وحـ.ـز.ب الله، تزامناً مع إعلان "إسرائيل" في سبتمبر/أيلول الماضي عن حرب واسعة النطاق ضد لبنان، أسفرت عن سقوط آلاف الشهداء، بمن فيهم نساء وأطفال، ونزوح أكثر من مليون شخص.


ورغم سريان وقف هش لإطلاق النار منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تواصل "إسرائيل" خرقه بشكل متكرر، ووفق إحصائيات لبنانية، سجلت "إسرائيل" 249 خرقاً منذ ذلك التاريخ، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.


ويشكل الحادث انتهاكاً جديداً لسيادة لبنان، يُضاف إلى سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للأراضي اللبنانية والسورية، ووصفت وسائل الاعلام العبرية الحادثة بأنها خطأ أمني خطير يستوجب تحقيقاً عاجلاً. وأظهرت صور متداولة المتسللين وهم يرفعون لافتات داخل الأراضي اللبنانية.


جمعية "عوري هتسفون" واليمين المتطرف
المجموعة المتورطة في الحادث تنتمي إلى جمعية "عوري هتسفون"، التي تنشط في تعزيز الفكر الاستيطاني في المناطق الحدودية، وبرز اسم الجمعية مؤخراً بسبب تصريحات قادتها الداعمة للاستيطان في جنوب لبنان، ومن بين أعضائها البارزين البروفيسور عاموس عزاريا، المعروف بتأليف كتب تروج لفكرة الاستيطان الإسرائيلي خارج حدود الدولة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 5