سوريا لن تتجزأ.. مبادرات من "قسد" وتحولات سياسية وعسكرية جديدة

سامر الخطيب

2024.12.19 - 10:31
Facebook Share
طباعة

 في ظل تصاعد الضغط الشعبي والعسكري على "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، طرح قائدها، مظلوم عبدي، مبادرة لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في مدينة عين العرب/كوباني، وذلك بهدف معالجة المخاوف الأمنية التركية.
وأعلن مظلوم عبدي يوم الثلاثاء، 17 ديسمبر، عبر حسابه على منصة "إكس" عن استعداد قواته لتقديم مقترح لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في كوباني. وأوضح أن المقترح يتضمن إعادة توزيع القوات الأمنية تحت إشراف أمريكي، كجزء من التزام "قسد" بوقف شامل لإطلاق النار في سوريا.
وتهدف هذه الخطوة، حسب تصريحات عبدي، إلى معالجة المخاوف الأمنية التركية المتزايدة من نشاط "قسد" على الحدود الشمالية لسوريا.


وتواجه "قسد" تحديات متزايدة، من بينها:
- مظاهرات شعبية في مناطق سيطرتها، مثل الرقة والحسكة، حيث يطالب السكان بتغيير الوضع الأمني والسياسي.
- هجمات عسكرية من غرفة عمليات "فجر الحرية"، التي تضم فصائل من "الجيش الوطني السوري"، والتي انتزعت السيطرة على مدينة منبج وأجزاء من ريف حلب.
- في محافظة دير الزور، تمكنت "إدارة العمليات العسكرية"، التي تشرف على تحركات عسكرية موحدة ضد النظام و"قسد"، من السيطرة على أجزاء من غرب نهر الفرات.


وتضمنت تحركات "قسد" محاولات لتهدئة الأوضاع:
اتفاق لوقف إطلاق النار في منبج، بوساطة أمريكية، أُعلن عنه في 11 ديسمبر، ينص على إخراج مقاتلي "مجلس منبج العسكري" التابع لـ"قسد" من المنطقة.
بيان صادر عن "غرفة عمليات فجر الحرية" في 12 ديسمبر، أشار إلى وقف إطلاق النار حتى 16 ديسمبر لإتاحة فرصة لتطبيق تفاهمات إنسانية وأمنية.
ومع ذلك، أشارت تقارير إعلامية مقربة من "قسد" إلى فشل الاتفاق، حيث اتهمت "قسد" تركيا بعرقلة جهود التوصل إلى هدنة في مناطق منبج وعين العرب.


موقف دمشق و"هيئة تحرير الشام"
في تحول لافت، أعلن قائد الجناح العسكري في "هيئة تحرير الشام"، مرهف أبو قصرة، أن مناطق سيطرة "قسد" سيتم ضمها إلى حكومة دمشق، مؤكدًا أن "سوريا لن تتجزأ". وشدد على رفض الفيدراليات أو أي تقسيم للبلاد.


"هيئة تحرير الشام" ابتعدت عن الظهور العلني منذ إطلاق معركة "ردع العدوان" في 27 نوفمبر، حيث تُدار العمليات عبر "إدارة العمليات العسكرية"، بالتنسيق مع حكومة تسيير الأعمال في دمشق.


اتصالات بين "قسد" ودمشق
أبدى مظلوم عبدي استعداد "قسد" للتواصل مع السلطة الجديدة في دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد، مؤكدًا على ضرورة تمثيل جميع المناطق والمكونات عبر الحوار. وأشار إلى وجود تفاهمات بين "قسد" و"هيئة تحرير الشام" حول دير الزور وحلب، برعاية أمريكية.
كما صرح عبدي عن استعداد "قسد" لإرسال وفد إلى دمشق لإجراء حوارات مع الحكومة المركزية، وأكد أن العلاقة المستقبلية ستكون مع حكومة دمشق لضمان وحدة الأراضي السورية.


تحديات المرحلة المقبلة
التطورات الأخيرة تشير إلى مجموعة من التحديات، أبرزها:
- تصاعد الضغط الشعبي: احتجاجات في مناطق "قسد" تعكس تراجع شعبيتها.
- تهديد عسكري مستمر: هجمات المعارضة العسكرية تهدد بقاء "قسد" في مناطق نفوذها.
- تعقيد المشهد السياسي: تطورات العلاقات بين "قسد"، دمشق، والقوى الدولية مثل الولايات المتحدة وتركيا تجعل الحل السياسي أكثر تعقيدًا.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 4