ما هو ثمن رفع هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب الأميركية؟

اعداد رزان الحاج

2024.12.19 - 09:47
Facebook Share
طباعة

 بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على العاصمة السورية دمشق، وظهور أحمد الشرع (الجولاني) كوجه رئيسي في العملية السياسية للمرحلة التي تلت نظام بشار الأسد، تشهد واشنطن نقاشًا واسعًا حول إمكانية إزالة الهيئة وكبار قادتها من قوائم الإرهاب الأميركية.

يجدر بالذكر أن القانون الأميركي لا يمنع المسؤولين الحكوميين من التواصل مع كيانات مدرجة في قوائم الإرهاب، مما أتاح فتح قنوات اتصال بين الولايات المتحدة والهيئة.


اتصالات مع هيئة مصنفة إرهابية
أثارت تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، التي أكد فيها وجود اتصالات مباشرة مع هيئة تحرير الشام، اهتمامًا كبيرًا، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى دعم عملية انتقال سياسي سلمي وشامل في سوريا. حدد بلينكن معايير أساسية لاعتراف الولايات المتحدة بأي حكومة سورية جديدة، أبرزها:

- احترام حقوق الأقليات.
- تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين.
- منع استخدام سوريا كقاعدة للإرهاب.
- التخلص الآمن من مخزونات الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.


آلية الشطب من قوائم الإرهاب
تم إدراج هيئة تحرير الشام وقادتها، بمن فيهم أحمد الشرع، ضمن قوائم الإرهاب بموجب قرارات الأمم المتحدة مثل القرار 1267، المعدل لاحقًا بالقرارات 1989 و2253، والتي تستهدف الأفراد والمنظمات المرتبطة بتنظيم القاعدة. بناءً على ذلك، تلتزم الدول الأعضاء بتجميد أي أصول مالية أو موارد تتعلق بالكيانات المصنفة إرهابية.

 

في الولايات المتحدة، صُنفت الهيئة كمنظمة إرهابية أجنبية عام 2018، مما فرض قيودًا إضافية أبرزها:
- محاكمة أي شخص يقدم دعمًا ماديًا أو موارد للهيئة.
- فرض عقوبات شاملة تمنع التعاملات المالية والاقتصادية معها.


الشطب القانوني: يمكن للولايات المتحدة إلغاء تصنيف الهيئة وفقًا لحالتين:
- إذا تغيرت الظروف التي أدت إلى التصنيف بما يبرر إلغائه.
- إذا تطلبت مصلحة الأمن القومي الأميركي ذلك.


الثمن السياسي لرفع التصنيف
يرى السفير فريدريك هوف، أول مبعوث أميركي إلى سوريا بعد اندلاع الثورة عام 2011، أن مراقبة كيفية إدارة الهيئة للحكم في سوريا الجديدة ستكون العامل الحاسم في قرار إسقاط تصنيفها كمنظمة إرهابية.
من جانبه، لم يستبعد خوان كول، المؤرخ المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة ميشيغان، إمكانية شطب الهيئة من قوائم الإرهاب، لكنه أوضح أن ذلك مشروط بإجراء إصلاحات أساسية، مثل:
- الاعتراف بإسرائيل أو التعهد بعدم مهاجمتها.
- مخاوف من عودة الإرهاب


تشعر واشنطن بقلق من أن تصبح سوريا بعد الأسد بيئة جاذبة للتنظيمات المتطرفة مثل تنظيم الدولة (د ا ع ش) أو القا عدة، وهو ما حدث سابقًا حين سيطر داع ش على مناطق شاسعة في سوريا، ما اضطر الولايات المتحدة للتدخل عسكريًا خلال رئاستي باراك أوباما ودونالد ترامب.


وحذر خوان كول من أن ضعف الحكومة السورية الجديدة أو فشلها في تقديم الخدمات الأساسية قد يعزز فرص الجماعات المتطرفة للعودة، مشيرًا إلى احتمال استغلال تنظيم الدولة والقاعدة لأي فراغ أمني.


دعوًى للحذر والتأني
طالب ماثيو ليفيت، الخبير في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، الإدارة الأميركية بالتحلي بالحذر الشديد في مسألة رفع العقوبات عن هيئة تحرير الشام. وأكد في تقرير نشره المعهد أن هذا الإجراء يجب أن يكون مشروطًا بمخرجات ملموسة وملحوظة.
وقال ليفيت: "السياسة الأميركية تجاه سوريا بعد الأسد يجب أن تستند إلى التحقق من أفعال القيادة الجديدة، وليس الثقة بمجرد كلماتهم."


ختامًا، تُدرك واشنطن أن أي خطوة نحو إزالة الهيئة من قوائم الإرهاب تتطلب توازنًا دقيقًا بين الأهداف الأمنية الأميركية وحتمية دعم الاستقرار السياسي في سوريا.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 8