تحدث السفير الإسرائيلي السابق، ميخائيل هراري، عن أهمية اتفاق فصل القوات الموقّع بين إسرائيل وسوريا عام 1974، مشيراً إلى أنه يمثل نقطة مفصلية في العلاقات بين الطرفين بعد حرب أكتوبر 1973. حينها انسحبت "إسرائيل" من مدينة القنيطرة وأجرت تعديلات طفيفة على الحدود، بينما احتفظت بالسيطرة على هضبة الجولان، التي تمثل قيمة استراتيجية كبيرة بالنسبة لها.
كشف هراري أن "إسرائيل" حصلت من خلال هذا الاتفاق على موافقة غير رسمية ووعد شفهي من وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، بأن الولايات المتحدة لن تضغط على إسرائيل للانسحاب من الجولان. وأضاف أن الاتفاق يخدم الأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية حتى اليوم، مشدداً على ضرورة أن تؤكد "إسرائيل" التزامها ببنود الاتفاق، دون استغلال الظروف الراهنة في سوريا لتحقيق تدخلات إقليمية.
في تقرير نشرته صحيفة هآرتس، وصفت سكان القرى السورية التي دخلها جيش الاحتلال الإسرائيلي سيطرة "إسرائيل" على تلك المناطق بأنها "احتلال". وأثار الأهالي تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الخطوة مؤقتة أم أنها تمثل بداية احتلال طويل الأمد.
من جهة أخرى، أكد سكان القرى الدرزية في المنطقة، خاصة في بلدة حضر، رفضهم لأي محاولات لطرح فكرة الانضمام إلى "إسرائيل". وأصدرت القيادة الروحية في حضر بياناً واضحاً يشدد على أن القرية جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية، وأن هذا الموقف يمثل جميع القرى في الجولان.
وفقاً للتقرير، أشار الأهالي إلى أن بعض الأفراد الذين طرحوا أفكار الانضمام إلى "إسرائيل" تصرفوا بدوافع شخصية أو لمصالح خاصة، مؤكدين أن بعضهم لديه سوابق جنائية. وفي هذا السياق، صرح أحد سكان مجدل شمس قائلاً: "إسرائيل تعرف جيداً كيف تستغل هذا الوضع، ولا ينبغي أن نقع في فخها".
تشير التطورات إلى أن "إسرائيل" تسعى لتثبيت سيطرتها في الجولان، مستفيدة من الاضطرابات المستمرة في سوريا. ومع ذلك، يظل سكان الجولان متمسكين بانتمائهم الوطني، ما يجعل مستقبل المنطقة رهن التحولات السياسية الإقليمية والدولية.