شهدت العاصمة اللبنانية بيروت وضاحيتها الجنوبية، اليوم الاثنين، تحليقًا مكثفًا للطائرات المسيّرة الإسرائيلية على ارتفاع منخفض، في استمرارٍ لسياسة التصعيد والانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار في لبنان. وأفادت مصادر لبنانية بأن جيش الاحتلال أصدر تحذيرات لسكان أكثر من 60 بلدة جنوب لبنان بعدم الانتقال جنوبًا، مع استمراره بتفجير المنازل والمنشآت، مما رفع عدد خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار إلى 227 خرقًا.
تحذيرات لبنانية ودعوات دولية
أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، على ضرورة الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار لحماية سيادة لبنان وسلامة أراضيه، ودعا المجتمع الدولي، خصوصًا الولايات المتحدة وفرنسا، إلى التدخل لضمان التهدئة وتسهيل عودة النازحين بأمان، مشددًا على أهمية استقرار المؤسسات الدستورية اللبنانية، بدءًا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
تبريرات إسرائيلية وعمليات ميدانية
زعمت "إسرائيل" أنها تعمل على "منع انتشار حـ ـزب الله وتفكيك بنيته التحتية" في جنوب لبنان، مشيرة إلى أن قواتها نفّذت عمليات واسعة استهدفت مناطق مثل كفركلا، العديسة، ورب ثلاثين، ووفقًا لجيش الاحتلال، فقد أدت هذه العمليات إلى تدمير أكثر من 300 بنية تحتية، إلا أنها أيضًا شملت استهداف المدنيين، مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية فادحة.
تطورات ميدانية وردود المق اومة
في تصعيد خطير، قصف جيش الاحتلال سيارة مدنية في بلدة الخردلي جنوب لبنان، ما أدى إلى استشهاد شخص، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، وتزامن ذلك مع تفجيرات إسرائيلية لمنازل في مناطق مختلفة مثل كفركلا وبنت جبيل، وسط تحليق مكثف للطيران المسيّر. من جهته، رد حـ ـزب الله على الخروقات بقصف موقع "رويسات العلم" العسكري الإسرائيلي في منطقة كفر شوبا المحتلة، ما يعكس استمرار التوترات على الأرض.
المقا ومة تعتبر العدوان فاشلًا
أكد الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحـ ـزب الله، أن المقا ومة اللبنانية تمكنت من إفشال الأهداف الرئيسية للعدوان الإسرائيلي، الذي سعى للقضاء على الحزب وإضعافه. وأوضح أن حـ زب الله مستمر في مقا ومته من منطلق الإعداد والإيمان، معتبرًا أن العدوان عزز من وحدة الشعب اللبناني في مواجهة الاحتلال.
دعوات لإصلاحات داخلية
من جهته، دعا الرئيس اللبناني الأسبق ميشال سليمان إلى ضرورة حصر السلاح بيد الجيش اللبناني في جميع المناطق وليس جنوب الليطاني فقط، وشدد على أهمية بناء دولة مركزية قوية تحقق السيادة الكاملة، وتوحد السياسة الدفاعية والأمنية، مشيرًا إلى مخاطر التحديات الخارجية والداخلية التي تواجه البلاد.
أرقام مفزعة للضحايا والنازحين
أدى العدوان الإسرائيلي على لبنان إلى سقوط أكثر من 4,000 شهيد و16,000 جريح، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، إضافة إلى نزوح حوالي 1.4 مليون شخص، وتعتبر هذه الخسائر الأكبر منذ تصعيد العدوان في سبتمبر الماضي، مما يزيد من الضغط على الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي للتدخل.
اتفاق هش ومستقبل غامض
يسود وقف إطلاق النار الهش، الذي دخل حيز التنفيذ منذ 27 نوفمبر، جنوب لبنان، وسط استمرار الانتهاكات الإسرائيلية التي تهدد بانهيار الاتفاق، وينص الاتفاق على انسحاب "إسرائيل" إلى جنوب الخط الأزرق، وانتشار الجيش اللبناني وحده في المنطقة، مع تفكيك البنى التحتية العسكرية غير الشرعية، ومع ذلك، فإن الالتزام بهذه البنود ما زال موضع شك في ظل التصعيد الحالي.