تعثر اتفاق "وقف إطلاق النار" بين تركيا و"قسد" شمال سوريا

سامر الخطيب

2024.12.15 - 10:32
Facebook Share
طباعة

 فشلت محاولة التوصل إلى وقف إطلاق النار بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) من جهة، وتركيا والقوات المدعومة منها شمالي سوريا، وسط مؤشرات على احتمال شنّ هجوم تركي واسع على مدينة عين العرب/كوباني.

تفاصيل المحادثات
كان من المقرر أن يتم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار برعاية التحالف الدولي، إلا أن المفاوضات انهارت بسبب خلافات حول شروط الاتفاق، وبحسب وكالة "هاوار" المقربة من "قسد"، تضمنت المحادثات طلبًا تركيًا لنقل ضريح سليمان شاه من قرية "أشمة" غربي كوباني، مع منح تركيا كيلومترًا من الأرض في المنطقة لإقامة قاعدة عسكرية ونشر أسلحة ثقيلة.
هذا الطلب قوبل برفض "قسد"، مما أدى إلى عدم تنفيذ الاتفاق، مع تزايد التوقعات بشن هجوم تركي على عين العرب في الأيام المقبلة.


توترات حول الضريح
ذكرت قناة "روناهي"، التابعة لـ"الإدارة الذاتية"، أن تركيا تستخدم مسألة نقل الضريح كذريعة لإنشاء منطقة عسكرية في الأراضي السورية، وأكدت القناة أن الاتفاق الذي تم بوساطة أمريكية لم يُنفذ حتى الآن.


ردود الفعل
لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب التركي أو من "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا حول الاتفاق أو تعثره. في المقابل، أعلنت غرفة عمليات "فجر الحرية"، في 12 كانون الأول، عن هدنة مؤقتة في منطقة منبج وريفها تمتد حتى 16 كانون الأول، بهدف تطبيق تفاهمات إنسانية وأمنية، تشمل اتفاق نقل الضريح.


الخلفية التاريخية لضريح سليمان شاه
يُعتبر سليمان شاه، الذي عاش بين عامي 1178 و1236، أحد الرموز التاريخية للأتراك وجدّ مؤسس الدولة العثمانية.
غرق سليمان شاه أثناء عبوره نهر الفرات قرب قلعة جعبر عام 1231، ودُفن هناك.
بعد إنشاء سد الفرات عام 1968، تم نقل الضريح إلى منطقة "قره قوزاك" في ريف حلب.
في 2015، وبعد سيطرة تنظيم "د ا ع ش" على المنطقة، نُقل الضريح إلى قرية "أشمة" القريبة من الحدود التركية، عبر عملية عسكرية تركية.


التصعيد العسكري
تزامن تعثر الاتفاق مع استمرار التوترات الميدانية في الشمال السوري، حيث أطلق "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا معركة "فجر الحرية" أواخر تشرين الثاني الماضي. تهدف المعركة إلى "تحرير المناطق المغتصبة"، كما يشير الجيش الوطني، واستهدفت مناطق تخضع لسيطرة "قسد" وقوات النظام السوري، حيث تمكن الجيش الوطني من السيطرة على بلدات ومدن أبرزها تل رفعت ومنبج.


توقعات مستقبلية
مع فشل الاتفاق وتصاعد الخلافات، يبدو أن شمال سوريا مرشح لمزيد من التوترات العسكرية، خاصة في ظل الإصرار التركي على توسيع نفوذها في المنطقة، واستمرار "قسد" في رفض الشروط التركية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 10