أجرى زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، وليد جنبلاط، اتصالًا هاتفيًا بالقائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، مهنئًا الشعب السوري والإدارة الجديدة بما وصفه بالانتصار على نظام القمع واستعادة الحرية، هذا الاتصال يأتي في سياق تطورات سياسية وأمنية غير مسبوقة تشهدها سوريا والمنطقة.
وأصدر الحزب التقدمي الاشتراكي بيانًا مساء السبت، أكد فيه أن جنبلاط والشرع شددا على أهمية وحدة سوريا ورفض كل مشاريع التقسيم، مع التركيز على إعادة بناء دولة تستوعب جميع أبنائها، وأعلن الطرفان اتفاقهما على لقاء قريب في دمشق.
ونقل البيان عن أحمد الشرع، القائد العام للإدارة السورية الجديدة، تأكيده على أن جنبلاط دفع ثمنًا باهظًا بسبب ظلم النظام السوري، مشيرًا إلى مقتل والده كمال جنبلاط، أحد أبرز الزعماء اللبنانيين الذين تصادموا مع السياسات السورية خلال حكم حافظ الأسد، وأضاف الشرع أن جنبلاط كان داعمًا ثابتًا لثورة الشعب السوري منذ بدايتها. كما أشار الشرع إلى التنسيق الوثيق بين إدارة العمليات العسكرية التابعة للإدارة الجديدة وغرفة عمليات الفصائل في السويداء، مما ساهم في الإطاحة بنظام الأسد بعد عملية عسكرية مكثفة.
هذا الاتصال يؤكد تقاطع المصالح اللبنانية والسورية في هذه المرحلة الحساسة، خاصة مع التأثير الكبير للأزمة السورية على الوضع اللبناني. وقد يشكل اللقاء المرتقب بين جنبلاط والشرع نقطة انطلاق لتعاون أوسع بين الإدارة السورية الجديدة ولبنان.
علاقة جنبلاط بالنظام السابق
على الرغم من المواقف الحادة التي اتخذها وليد جنبلاط ضد نظام بشار الأسد خلال الثورة السورية، فإن علاقته بالنظام المخلوع شهدت تحولات كبيرة على مدار العقود الماضية، في بداية مشواره السياسي، كان جنبلاط يحتفظ بعلاقة معقّدة مع النظام السوري، خاصة بعد اغتيال والده كمال جنبلاط عام 1977، وهو الحدث الذي تسبب بقطيعة طويلة الأمد بين عائلة جنبلاط والنظام في دمشق.
في سنوات الحرب الأهلية اللبنانية، كان وليد جنبلاط مضطرًا للتعامل مع النظام السوري بحكم التوازنات السياسية والإقليمية، لكنه بقي على مسافة مشوبة بالحذر، ومع اندلاع الثورة السورية عام 2011، أصبح جنبلاط أحد أبرز المنتقدين للنظام السوري، مطالبًا بتنحي بشار الأسد.